أي مسار يتخذه ملف الصحراء بعد تطورات غير مسبوقة ؟

هند رزقي
2016-04-22T13:17:14+01:00
سلايد شوسياسة
هند رزقي22 أبريل 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
أي مسار يتخذه ملف الصحراء بعد تطورات غير مسبوقة ؟

تصريحات منحازة وعبارات مستفزة لم تصدر قط عن أي ممثل للأمم المتحدة، انتفض ضدها المغاربة في كل أصقاع العالم، وشجبها الحلفاء من الغرب والشرق، وخطاب ملكي قوي وكاشف صيغت رسائله بعناية، أعقبه تصريح حكومي شديد اللهجة، كل هذه تطورات متتالية وغير مسبوقة شهدها ملف الصحراء الذي ظل معلقا لسنوات، فأي مسار تتخذه القضية مستقبلا ؟ وهل صار الحل المنتظر قريبا أم بعيد المنال ؟

عبد الفتاح الفاتحي، الباحث المتخصص في قضايا الساحل والصحراء، أجاب عن ذلك في حديثه لموقع ”مشاهد24”، مستحضرا ماضي الملف وواقعه.

ملف الصحراء

قرار مجلس الأمن المنتظر مفصلي لامحالة

قال الفاتحي، إن القرار المرتقب لمجلس الأمن الدولي سيكون مفصليا في نزاع الصحراء لامحالة بعد التطورات الأخيرة، مضيفا أن حدة الخطاب الملكي الأخير تكشف حجم الوقيعة التي يدبرها جهاز الأمانة العامة ضد الموقف التفاوضي المغربي.

ولفت الخبير في ملف الصحراء الانتباه، إلى الخطط التي تطبخ في مكاتب الأمم المتحدة المفترض فيها أن تكون محايدة في تدبير شروط الوساطة، والتي تحول أمينها العام إلى عراب للانفصال، ويقود حربا بالوكالة ضد مصالح المملكة.

مزيد من التهميش لمبادرة الحكم الذاتي

في الوقت الذي تجاهل فيه بان كي مون في تقريره السنوي الحديث، مقترح الحكم الذاتي ولم يتطرق إليه كحل واقعي وجدي تقدمه المملكة لفض النزاع التاريخي كما أقرت بذلك الولايات المتحدة الأمريكية، توقع الأكاديمي والباحث أن يطال المقترح مزيدا من التهميش في المرحلة القادمة، ويتم التركيز في مقابل ذلك على خطط للحل بعيدة كل البعد عن هذه المبادرة.

وأبرز أن النسخة النهائية للتقرير الذي طال انتظاره، من شأنها كشف ذلك بشكل واضح، مضيفا أن خطاب الملك محمد السادس في القمة المغربية الخليجية وقف على عدد من الاختلالات التي تشوب تدبير القضية التي تعد من أعقد النزاعات الدولية.

وعزا في ذات السياق، الارتباك الحاصل في التعامل مع الملف، إلى كون الأمانة العامة تلقي بالملف لموظفين غير ملمين بحيثياته وتكتفي بالإعلان عن مواقف مملات عليها.

ضغط ومحاولات مكثفة لعودة بعثة المينورسو

أكد المحلل، أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لعودة المكون المدني السياسي لبعثة المينورسو الذي غادر العيون بعد قرار حكومي جاء عقب تحركات بان كي مون، وستضغط على المملكة للاستجابة لذلك إذا اقتضى الأمر، مشيرا إلى أن الهيئة الأممية لم تستسغ لحدود الساعة قرار تقليص البعثة والدليل على ذلك أنها جعلت منها نقطة محورية في النقاش القائم.

وفي المقابل.. المغرب ماض في سكة ”الشراكات” غير آبه للابتزازات

وفي ذات الطرح الذي تحدث عنه عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة، أمس (الخميس) خلال المجلس الحكومي، حين قال إن المغرب لايمكن أن يصبح رهينة للأمم المتحدة ولا لغيرها، ذهب الخبير عبد الفتاح الفاتحي، حيث قال إن المملكة لن ترهن وحدتها الترابية بمواقف أمين عام زاغ عن مقتضيات الوساطة الحقيقية، وأنها ماضية في المقابل في تجديد استراتيجياتها الديبلوماسية من خلال تنويع شراكاتها الدولية، مبرزا أنها تؤكد بذلك استقلاليتها السياسية والاقتصادية.

وأوضح أن المغرب قيادة وحكومة وشعبا، بات مدركا اليوم أنه بين من أخطر التحديات التي تهدد سيادته الترابية على الأقاليم الجنوبية أجندة سياسية تستوطن مكاتب الأمم المتحدة، وتستغل فضاء هذه المنظمة لتخطيط واقع ترابي جديد، لذلك سلك سكة الشراكات الاستراتيجية مع دول تقف في صفه وأخرى قد تكون ورقته الرابحة، عوض الشراكات التقليدية، مشيرا إلى أن الديبلوماسية المغربية لم تعد تجد صعوبة في البحث عن دعم دول العالم، حيث تحظى المملكة باحترام يفوق التحديات التي يثيرها بعض موظفي مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.

وبخصوص هذا التوجه الجديد، نوه الباحث بقدرة المغرب على المزاوجة بين تعزيز شبكة شراكاته دون فقدان السابقة، والوفاء في نفس الوقت لالتزاماته الدولية، وخصوصا مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وشدد على أن قوة المغرب تكمن كما جاء في الخطاب الملكي، في كونه لا يأبه لأي ابتزازات، ويؤكد بالدليل في كل مرة أنها لن تنال من حقوقه المشروعة على الأقاليم الجنوبية.

إقرأ أيضا: حديث الصحف: تقرير بان كي مون يمر بردا وسلاما على المغرب

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق