أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الموالي للسلطة في الجزائر، جمال ولد عباس، أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لن يقبل بمرشح للجيش في انتخابات الرئاسة المقررة في ربيع 2019.
وأكد ولد عباس، الذي تولى مناصب وزارية عدة بحكومات بوتفليقة منذ توليه السلطة عام 1999، أن الجيش لن يتدخل في اختيار الرئيس المقبل للجزائر، مشددا على أن بوتفليقة لن يقبل بوجود مرشح للجيش بانتخابات الرئاسة المقررة في ماي 2019.
ورد، خلال اجتماعه بأمناء المحافظات بمقر الوطني للحزب تحضيرا للانطلاقة الرسمية للحملة الانتخابية للمجالس الشعبية المحلية، على دعاة تدخل المؤسسة العسكرية في اختيار الرئيس المقبل للجزائر، مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي يلتزم بتطبيق مهامه الدستورية ولن يتدخل في ملف الرئاسيات، قائلا في هذا السياق “إن رئيس الجمهورية لن يقبل بأن يكون مرشح الجيش في تلك الاستحقاقات”.
وأكد ولد عباس أنّ الرئيس القادم، بصرف النظر عن ترشح بوتفليقة من عدمه، لن يكون من صنيعة الجيش الجزائري، ما يؤشر على أنّ المحيط الرئاسي تمكّن من تحييد دور المؤسسة العسكرية في اختيار الرؤساء بعد استرجاع مؤسسة الرئاسة “زمام المبادرة والقيادة”، منذُ إقالة قائد الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال توفيق، الذي ساهم في صنع 4 رؤساء جمهورية خلال تربّعه على “العرش الأمني” لربع قرن.
ويأتي ذلك، وسط تداول أنباء على نطاقٍ واسعٍ مفادها أنّ الجنرال الملقب بصانع القادة في الجزائر، قد عاد إلى الواجهة وأضحى يُحرّك رجالاً ومسؤولين سابقين حافظوا على وفائهم له، حتى وهو خارج الخدمة منذُ إحالته على التقاعد في 13 من شهر شتنبر من عام 2015، عقب حملة سياسية وإعلامية نفّذها أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني السابق، عمار سعداني، ووصلت إلى حدّ التشكيك في نزاهة “الجنرال توفيق” ووطنيته.
وشكك الحقوقي البارز علي يحيى عبد النور، والسياسي المعروف أحمد طالب الإبراهيمي، والجنرال المتقاعد رشيد بن يلّس، في حياد المؤسسة العسكرية التي يقودها الفريق أحمد قايد صالح بصفته نائبًا لوزير الدفاع الوطني وقائدًا لأركان الجيش الوطني الشعبي.
وتوقع هؤلاء الحقوقيين خوض بوتفليقة انتخابات رئاسية لولاية خامسة رغم متاعبه الصحية، لكنّ الوزير السابق والمفكر السياسي المعارض نور الدين بوكروح طالب الجيش بقيادة مرحلة انتقالية تُفضي إلى إجراء انتخابات مبكرة وتنهي حقبة بوتفليقة بعد أزيد من 18 عامًا في الحكم.