عرض التلفزيون الرسمي الجزائري شريطا مطولا حول ذكرى المصالحة تضمن مشاهد “صادمة” للجزائر في فترة “العشرية السوداء”، وتقريرا عن “عودة السلم” تدريجيا منذ إقرار عفو عن المسلحين.
وأولت السلطات الجزائرية ذكرى المصالحة أهمية بالغة بناءً على توصيات من الرئاسة تطلب تبيان الفارق بين الجزائر اليوم والجزائر في فترة التسعينات.
وهاجمت فعاليات سياسية ومدنية جزائرية، التلفزيون الرسمي عقب بثّه تلك الصور، التي تُوثّق لجرائم بشعة ارتكبتها جماعات متشددة خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي أثناء عصيان عناصر “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” و”الجيش الإسلامي للإنقاذ” وتوجههم إلى حمل السلاح، احتجاجًا على إلغاء الانتخابات التشريعية الشهيرة عام1991 من طرف قادة الجيش الجزائري حينذاك.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة إدانة واسعة النطاق ضد الحملة الإعلامية الأخيرة لتلفزيون الحكومة، الذي لم يتعود، حسبهم، على الخوض في مثل هذه المسائل بهذه الرؤية التي تجسد سياسة إعلامية جديدة تنتهجها الحكومة في مواجهتها لغضب الشارع من إجراءات مواجهتها للأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد.
وعمد التلفزيون الجزائري الحكومي إلى بثّ برنامج تلفزيوني عنوانه “حتى لا ننسى..” وفيه يُصدم المشاهدون بصور الأشلاء المتناثرة لأطفال أبرياء من أفواج الكشافة الجزائرية الإسلامية، إثر انفجار قنبلة زرعها مسلحون عام 1996، إضافة إلى مشاهد من الرعب والدمار والمأساة لأسر جزائرية فُجعت في مقتل أقاربها ومعارفها.