الرئيسية / المغرب الكبير / الأحزاب الإسلامية في الجزائر تلملم شتاتها تحضيرا للانتخابات
الأحزاب الإسلامية في الجزائر
زعيما حزبي "جبهة العدالة والتنمية" و"حركة مجتمع السلم بالجزائر"، عبد الله جاب الله وعبد الرزاق مقري

الأحزاب الإسلامية في الجزائر تلملم شتاتها تحضيرا للانتخابات

بدأت الأحزاب الإسلامية في الجزائر في لملمة صفوفها تمهيدا للانتخابات البرلمانية في شهر أبريل القادم.

ونشر موقع قناة “فرانس 24” في نسخته الفرنسية مقالا عن الأحزاب الإسلامية في الجزائر ، حيث قال إن الحركة الإسلامية تشتت وتسرب إليها الضعف بسبب الصراعات حول الزعامة.

وأضاف المقال أن هاته الأحزاب تبدو اليوم غير قادرة على فرض أفكارها في المشهد السياسي في الوقت الذي ستدخل فيه غمار الانتخابات.

وتابع المقال أن إسلاميي الجزائر، في آخر انتخابات تشريعية في 2012، كانوا يسعون لركوب موجة “الربيع العربي” التي أوصلت إخوانه إلى السلطة في بلدان أخرى، لكنهم حققوا أسوأ نتائج لهم منذ أول انتخابات تعددية في بداية التسعينات.

وها هي اليوم تحاول تحسين تموقعها على الخارطة الانتخابية في الانتخابات التشريعية القادمة التي قالت “فرانس 24” إنها تدور في سياق اقتصادي واجتماعي حساس بسبب تراجع عائدات الجزائر من المحروقات.

زعيم “جبهة العدالة والتنمية”، عبد الله جاب الله، قال في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية إن الوحدة بين أحزاب الحركة الإسلامية ضرورية، ليضيف المقال أن الحزب أقام تقاربا في شهر ديسمبر المنصرم مع كل من “البناء” وحركة “النهضة” الجزائرية في أفق تشكيل “تحالف استراتيجي” بين الأحزاب الثلاثة.

ومن المنتظر أن تشكل محطة الانتخابات التشريعية أول خطوة في طريق اندماج هاته الأحزاب نهاية العام الجاري. في نفس الإطار تم الإعلان عن عودة المنشقين في “جبهة البناء” إلى الحزب الأم، “حركة مجتمع السلم” (حمس).

عمليتا الاندماج هاتين قد تفتح المجال أمام تشكيل جبهة إسلامية، يضيف المقال، حيث أكد جاب الله أنه سيجتمع بقيادة “حمس” من أجل بحث ما يمكن أن يقوم بها التكتلان معا.

من جانبه وصف عبد الرزاق مقري، رئيس “حمس”، هاته التطورات بالمهمة في أفق توحيد الأحزاب الإسلامية وجمعها في حزبين فقط بدلا من ستة أحزاب.

المحلل السياسي رشيد تلمساني رأى في هاته التحركات من قبل الأحزاب الإسلامية في الجزائرية وعيا من هاته الأخيرة بتراجعها، وبالتالي فهي لم تعد تطمح في تحقيق نتائج كبيرة بقدر ما صارت تسعى إلى تشكيل جبهة موحدة.

واختلفت توقعات تلمساني عن محلل سياسي جزائري آخر معروف، هو رشيد قرين، بخصوص حظوظ الإسلاميين في الانتخابات المقبلة. ففي حين توقع الأول أن الإسلاميين لن يحصلوا سوى على نسبة ضئيلة من الأصوات، اعتبر قرين أنه في حال كانت الانتخابات نزيهة، فإن الإسلاميين سيكونون من بين أفضل الرابحين في انتخابات أبريل القادم.

مشاركة الإسلاميين في الانتخابات، والتي جاءت مخالفة لما قرره شركاء آخرون في المعارضة الحزبية مثل حزب “طلائع الحريات” برئاسة رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، بررها عبد الرزاق مقري برغبة الإسلاميين “الحفاظ على استقرار البلاد وأمنها” مشيرا إلى أن خيار “الشارع” غير مطروح بالنسبة لها حاليا، وأن الرهان هو المشاركة من أجل المساهمة في انتقال سياسي محذرا في الوقت نفسه الحكومة من أنها ستكون مجبرة، عاجلا أم آجلا، على تقديم الحساب للشعب.

وأكد مقري أن حزبه يرفض سياسية “المقعد الفارغ” رغم قوله بأن “حمس” هدف للتزوير الانتخابي لأن لديه مرشحين في كافة ربوع الجزائر في مواجهة حزبي السلطة الكبيرين، “جبهة التحرير الوطني” و”التجمع الوطني الديمقراطي”.

للمزيد: الجزائر في 2017..أزمة متعددة الجوانب تعيد شبح الربيع العربي

loading...