الرئيسية / المغرب الكبير / أياما على وفاة محمد تامالت..وزير الاتصال الجزائري يعطي الدروس في الصحافة
وزير الاتصال الجزائري
وزير الاتصال الجزائري حميد قرين

أياما على وفاة محمد تامالت..وزير الاتصال الجزائري يعطي الدروس في الصحافة

في الوقت الذي تم فيه تدويل قضية وفاة الصحفي محمد تامالت بسبب عدم الاكتراث الذي أبدته السلطات الجزائرية تجاه إضرابه عن الطعام لمدة ثلاثة أشهر، برز وزير الاتصال الجزائري حميد قرين في ثياب الواعظين وهو يعطي الدروس في الصحافة.

قرين قال يوم أمس الأحد بولاية الأغواط وسط البلاد إن الجزائريين بحاجة إلى “الحقيقة وليس التزييف”.

وأضاف قرين على هامش إشرافه على ندوة حول “الإعلام الوطني والأمن الفكري” إنه “يتعين على الصحفيين إعطاء معلومة موثوقة وعلى حقيقتها للمواطنين” وإنه “على الصحفي أن يجعل نفسه في مكان المتلقي” و”تقديم الحقيقة بمسؤولية”.

وانتقد وزير الاتصال الجزائري مظاهر القذف والشتم في الصحافة، والتي تؤدي حسب قوله إلى زرع الفتنة في المجتمع.

الحديث عن الفتنة يعيدنا إلى قضية محمد تامالت الذي اعتقل بسبب انتقاداته إلى السلطة، والتي نشر من خلالها تدوينة على موقع “فايسبوك” يهاجم فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما كلفه السجن.

وفاة محمد تامالت لم يرى فيها وزير الاتصال الجزائري فتنة، وهو الذي لم يحرك ساكنا في الوقت الذي كان فيه الصحفي الراحل يخوض إضرابا عن الطعام قبل أن توافيه المنية بأمعاء فارغة.

رحيل محمد تامالت بتلك الطريقة المفجعة أثار استنكار عدد من الأقلام الصحافية الجزائرية وإدانة دولية من كبريات الصحف مثل “نيويورك تايمز” والمنظمات الدولية التي تعنى بحرية التعبير.

وفي حين بدا حميد قرين وهو يعطي الدروس في الصحافة لممتهني الإعلام، لا يبدو أن السلطة الجزائرية مهتمة، من باب تذكير النفس، بتوسيع هامش حرية التعبير في البلاد والكف عن مضايقات الصحفيين المشاغبين والمؤسسات الصحفية التي لا تدور في فلك السلطة.

وزارة الاتصال الجزائرية هي نفسها التي وقفت ضد عملية شراء مجموعة “الخبر” من طرف رجل الأعمال المغضوب عليه، يسعد ربراب.
في عهد حميد قرين تم كذلك الإجهاز على قناة “الوطن” بسبب استضافتها لقائد ما كان يعرف سابقا باسم “الجيش الإسلامي للإنقاذ”، مدني مزراق، والتي هاجم فيها السلطة، وإن كانت آراء الرجل لا تعكس بالضرورة مواقف القناة.

فترة حميد قرين على رأس وزارة الاتصال الجزائرية تميزت كذلك بالمضايقات التي قامت بها السلطة في حق قناة KBC وتدخلها لوقف بث برنامج “ناس السطح” والحكم على الصحفيين مهدي بن عيسى ورياض حرتوف، في مثال آخر من أمثلة التضييق على حرية الصحافة التي كان وزير الاتصال الجزائري يوم أمس الأحد بولاية الأغواط يلقي فيها الدروس.

للمزيد: اليد الخفية للسلطة الجزائرية في الصحافة..تقرير لاذع من “مراسلون بلا حدود”