الرئيسية / المغرب الكبير / مسؤول حقوقي جزائري يصف المهاجرين الأفارقة بالكارثة ويتهمهم بنشر السيدا!
تصريحات

مسؤول حقوقي جزائري يصف المهاجرين الأفارقة بالكارثة ويتهمهم بنشر السيدا!

الجزائر التي تدعي التزامها بالانخراط في تنمية الدول الإفريقية، ورغم محاولتها الفاشلة لتنظيم منتدى اقتصادي يجمع شمل إفريقيا، تعتبر المهاجرين الأفارقة على أرضها مصدرا للخطر والأمراض المتنقلة جنسيا وفي مقدمتها السيدا. هذا ما خلص إليه فاروق قسنطيني المحامي ورئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالجزائر، والذي أكد في تصريح صحفي أدلى به مؤخرا، لليومية الجزائرية “الصوت الآخر”، أن “وجود المهاجرين واللاجئين الأفارقة في عدة مناطق من البلاد يمكن أن يتسبب في مشاكل للجزائريين”، داعيا السلطات لترحيل هؤلاء المهاجرين “لوقف هذه الكارثة التي فرضت علينا”.

وبحسب تقرير صحفي أورده موقع “لوموند” الفرنسي، فإن هذه التصريحات الصادرة عن مسؤول حقوقي أثارت ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعرّت حقيقة السياسة الجزائرية في تدبير ملف المهاجرين غير الشرعيين الموجودين فوق ترابها.

واعتبرت صاحبة التقرير وضعية المهاجرين الموجودين في الجزائر بالكارثية، إذ يعانون من العنصرية، والإعتداءات الهمجية من طرف السلطات وأيضا من المدنيين.

تقرير “لوموند”، يأتي بعد أيام فقط من تفجير الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، فضيحة حقوقية وأخلاقية من العيار الثقيل مفادها أن السلطات الجزائرية اعتقلت أزيد من 1400 مهاجر غير شرعي ضمنهم نساء حوامل وأطفال ومرضى في عدة مناطق بالعاصمة الجزائر بقرار من الوالي، واحتجزتهم في ظروف غير إنسانية داخل المركز الصيفي في منطقة “زرالدة” البعيدة عن غرب الجزائر العاصمة بـ35 كيلوميتر، وذلك في خرق سافر لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اللائجين والمهاجرين.

وتسفر هذه التصريحات والأحداث عن الوجه الحقيقي للسلطات الجزائرية في تعاملها مع هذا الملف الحساس، وجه انكشف وسينكشف أكثر مع مرور الأيام، وتثبت أن شعاراتها التي تدعو لتنمية افريقيا وتشجيع الاستثمار بها مجرد كلام على ورق.

فالخرجة الرسمية التي أدلى بها رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالجزائر تعكس مفارقة عجيبة، كونها تلت احتضان الجزائر للمنتدى الإفريقي للاستثمار “الفاشل” بشهادة وسائل الإعلام الجزائرية، والذي اُريد به ضرب الحضور الاقتصادي المغربي المتعاظم والناجح في جل أنحاء إفريقيا، فكيف لبلد يسعى لتطوير إفريقيا أن يتعامل مع أبنائها بطريقة حاطة من الكرامة؟.