الرئيسية / المغرب الكبير / خلافا لما يقوله عمارة بن يونس..بوتفليقة ليس هو ميركل
بوتفليقة وميركل
الرئيس الجزائري والمستشارة الألمانية في لقاء سابق

خلافا لما يقوله عمارة بن يونس..بوتفليقة ليس هو ميركل

في سياق جزائري يتسم “بتطبيل” المؤيدين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لسيناريو “العهدة الخامسة” الذي أصبح من الاحتمالات الواردة بعد أن تم طرحه في ساحة النقاش السياسي والإعلامي رغم الجدل الذي يثيره مشهده الرئيس، الغائب معظم الوقت، وهو على كرسي متحرك، لم يعد من الغريب سماع تصريحات كالتي أطلقها وزير التجارة السابق ورئيس حزب “الحركة الشعبية الجزائرية” عمارة بن يونس.

فبعد تصريح الأمين العام الجديد لحزب “جبهة التحرير الوطني”، جمال ولد عباس، بأن الرئيس بصحة جيدة في خرجة اشتمت فيها رائحة “التبشير” بولاية خامسة، خرج بن يونس، الذي سبق وأن أكد أن حزبه سيدعم الرئيس في حال تقدم لولاية جديدة، خرج لينتقد من لا يتحدثون اليوم عن “ترشح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لولاية رابعة”، حسب تعبيره، في حين هاجموا ترشح بوتفليقة للعهدة الرابعة عام 2014.

وفي الوقت الذي يطرح فيه هذا التشبيه تساؤلات عدة بالنظر إلى اعتبارت مختلفة، من بينها أن بوتفليقة جاء بداية للسلطة عام 1999 من خلال توافق مع جنرالات الجيش ضدا على أي انتخابات رئاسية نزيهة ما دفع منافسيه للانسحاب حينها، وأنه استقدم من منفاه الاختياري في فرنسا وتم تبييض صفحته الملطخة بفضائح تبديد الأموال العمومية عندما كان وزيرا للخارجية في عهد رفيقه الهواري بومدين، وأنه عمد إلى تغيير الدستور عام 2008 ليتيح لنفسه الترشح لأكثر من ولايتين، وأنه تقدم لانتخابات 2014 على كرسي مقعد في حين تكفل وزيره الأول عبد المالك سلال بخوض الحملة الانتخابية بدلا منه، وفوق ذلك كله توجه اتهامات لفترة حكمه بتفويت فرصة تجنيب البلاد أزمتها الاقتصادية الحالية من خلال عدم استثمار فائض الفورة النفطية لتنويع اقتصاد الجزائر المرتهن لقطاع المحروقات، تبقى هناك فروقات عدة بين بوتفليقة وميركل بشهادة الجزائريين أنفسهم.

 الكاتب الجزائري المشاغب، محمد بن شيكو، نشر مقالا مطولا في موقع صحيفة le Matin الجزائرية قال فيها إنه من المفهوم أن تختلط الأمور على شخص عادي، لكن الأمر لا يصبح مقبولا عندما يتعلق الأمر بزعيم حزب سياسي.

وانتقد بن شيكو تصريحات عمارة بن يونس من خلال عدة نقط من بينها أن المقارنة ما كان يجب أن تعقد بين بوتفليقة وميركل ولكن بين الرئيس الجزائري ونظيره الألماني يواخيم غاوك، والذي فضل عدم التقدم لولاية جديدة لأنه يرى أن سنه لا يسمح بذلك على خلاف بوتفليقة.

أما أنجيلا ميركل فهي لا يتم انتخابها ولكن يتم اختيارها حيث أن من يصبح مستشارا للبلاد يتم اختياره من بين نواب الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية أو التحالف الذي حصل على الأغلبية، وبالتالي فإنه يمكن للحزب الفائز أو الأغلبية اختيار ميركل على غرار الإثنا عشر سنة الأخيرة لتكون مجددا مستشارة ألمانية، وهو ما غاب عن رئيس “الحركة الشعبية الجزائرية”.

وبالتالي، فإن الانجرار وراء تشبيه متسرع بين بوتفليقة وميركل ر، يضيف بن شيكو، لتبرير إصرار الرئيس على الاستمرار في السلطة “مدى الحياة” تجعل من الرئيس الجزائري واحدا من الحكام الدكتاتوريين على شاكلة مبارك وبن علي وبوكاسا، حيث كان بإمكان بوتفليقة الخروج بشرف، حسب الصحفي الجزائري، بدل تلك “الصورة المثيرة للشفقة” التي يخلفها وراءه اليوم، وتذكر بالحكام المتسلطين سالفي الذكر.

للمزيد: بن فليس: “في الجزائر نعيش في ظل ديمقراطية الواجهة”