الرئيسية / المغرب الكبير / باحثة تحذر من “استعادة سرت وخسارة ليبيا”
خسارة ليبيا
ربح معركة سرت لا يعني بالضرورة استعادة ليبيا

باحثة تحذر من “استعادة سرت وخسارة ليبيا”

حذرت الباحثة بمؤسسة “راند”، أماند كادليك، من وصفته باستعادة مدينة سرت مقابل خسارة ليبيا ، والتي ستظل تواجه تحديات كبيرة حتى في حال تحرير المدينة الساحل من قبضة تنظيم “داعش”.

الباحثة، التي قامت ببحوث ميدانية عن ليبيا في 2011 و2012، اعتبرت في مقال لها نشر على موقع War on the rocks أن معركة تحرير سرت، بالرغم من كونها مشروعا طموحا، إلا أنه قد يشغل حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأمم المتحدة، عن مهمة توحيد ليبيا وجعل الفصائل المتناحرة تجدد ثقتها في المؤسسات الوطنية.

كالدريك كتبت قائلة إن الفاعلين الدوليين، الذي نزلوا بثقلهم دعما لحكومة الوفاق من أجل مواجهة تهديد “داعش”، قد يتعين عليهم البحث عن استراتيجية بديلة في حال فشلت الحكومة في مهمتها.

حكومة الوفاق أطلقت حربها ضد “داعش” بعد أن وجدت نفسها أصلا في خضم الصراع الدائر بين قوات الجنرال خليفة حفتر ومجلس النواب الداعم له، وميليشيات “فجر ليبيا” المدعومة من طرف المؤتمر الوطني العام، وهما المعسكران اللذان دخلا في صراع مسلح منذ 2014.

ينضاف إلى ذلك رفض المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق الوطني، التي خرجت من رحم جولات الحوار التي رعتها الأمم المتحدة، ما يضع الحكومة أمام إشكال الشرعية.

من جانب آخر، وفي الوقت الذي تلعب فيه كتائب مصراتة دورا مهما في دعم حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد “داعش”، حيث يبدو أنها جادة في رؤية التنظيم ينهار، إلا أنها تبقى منشغلة أكثر بمواجهة حفتر، تقول أماندا كالدريك.

لذلك، فإن قبول هذه الكتاب المشاركة في عملية حكومة الوفاق ضد “داعش”، قد يفهم منه رغبتها في أن يقبل بها الغرب كشريك ذي مصداقية في الحرب ضد التنظيم، وأن تستفيد من ما قد تربحه من علاقتها مع حكومة الوفاق على مستوى الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، وهي الموارد التي قد توظفها لاحقا في إطار حربها ضد حفتر وقواته.

على صعيد متصل، قد يكون حفتر لديه نفس تفكير ميليشيات مصراتة، حيث قد يكون تركيزه أكثر على ما يمكن أن يجنيه من مغانم من الأراضي التي يسيطر عليها “داعش” أكثر من مواجهة التنظيم. الجنرال، الذي يعتبر لاعبا مهما إذا ما أرادت حكومة الوفاق توحيد شرق وغرب ليبيا، استطاع لحد الساعة أن يظل خارج سلطة الحكومة الجديدة.

وبالتالي، فإن المجموعات المسلحة في ليبيا، سواء كانت كتائب مصراتة التي اختارت الوقوف إلى جانب حكومة الوفاق أو التي لم تعلن تأييدها لها، أو قوات خليفة حفتر، كلها ترى في معركة سرت الطريق إلى الحصول على انتباه المنتظم الدولي والاستفادة من الدعم الذي قد يأتي معها، تضيف الكاتبة نقلا عن مراقبين للشأن الليبي مثل الباحث ماتيا تولادو وغيره.

توزع إدارة الصراع مع “داعش” بين الفصائل الثلاثة قد يقود إلى ما حذر منه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من أنه قد يتسبب في إشعال فتيل حرب أهلية في ليبيا.