الرئيسية / ثقافة ومعرفة / قلعة “أمركو”.. معلمة أثرية يحصنها مرتفع جبلي
قلعة أمركو

قلعة “أمركو”.. معلمة أثرية يحصنها مرتفع جبلي

على مرتفع جبلي بجماعة مولاي بوتشى بتاونات، تنتصب قلعة “أمركو” المشرفة على وادي ورغة، علو القلعة يفسح المجال للناظر إليها بالاطلاع على بعض أجزائها المعمارية، وكلما تقدمت الخطى صوبها، إلا وبدت القلعة في صورتها الضخمة والشاسعة.
فالانطلاق من مركز إقليم تاونات في اتجاه القلعة يقتضي اجتياز مسافة تقارب 90 كيلومترا، الطريق غير وعرة، لكن مجرد الوصول إلى جماعة بوشتى لابد من التأني عند المضي نحو المرتفع، فبين ضريح “مولاي بوشتى” والقلعة مسار يقود إليها. حسب زيارة سابقة لـ”مشاهد 24″، للقلعة.
جمالية القلعة الممتدة على مساحة 225 مترا طولا، و62 مترا عرضا، تتجلى للزائر أكثر عند التجول في أرجائها، فجدران القلعة تلتصق بجوانب الجبل المرتفع، وعند إمعان النظر في بنائها يتبين أنها ذات شكل متعدد الأضلاع يميل إلى الاستطالة ويشمل سورها الخارجي المبني بالحجارة على اثني عشر برجا دائريا، فتحت فيها أربعة أبواب بالشمال الشرقي للقلعة وباب آخر.
إن القلعة تحتوي على تحصينين، تحصين خارجي يبلغ سمك سوره مابين 1.35 و1.45 مترا، به تلك الأبراج والسور، إلى جانب التحصين الداخلي وهو يعد القصبة الأصلية، وهي ذات شكل مستطيل مدعمة بأربعة أبراج ركنية ولها بابان في سورها، وتحتوي على مخازن تحت الأرض للمواد الغذائية وللماء، وبها كذلك آثار بنايات متهدمة أخرى، أما الباب الرئيسي للقلعة فقد بني بالآجور، وهي عبارة عن مدخل ذي قوس محدب الشكل.
ولأن غنى القلعة التاريخي والأثري لا يمكن إلغاؤه، فقد جرى ترتيبها ضمن التراث العالمي بظهير 10 دجنبر سنة 1930، فتموقع المعلمة على مرتفع جبلي عال، يسمح ببسط البصر على بحيرة سد الوحدة الممتدة أمامها على عشرات الكيلومترات.
شيدت القصبة خلال الفترة المرابطية أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، واسمها مأخوذ عن المرتفع الذي بنيت عليه والمطل على هضبة ورغة والنواحي، وتقع في نواحي فاس-البالي (إقليم تاونات) باحتساب حوالي 50 كلم شمال غرب مدينة فاس، غير بعيد عن قبر الولي مولاي بوشتى الخمار.
وتعد القصبة واحدة من مجموعة التحصينات الدفاعية التي بناها المرابطون (1056-1147) لمواجهة القوى الموحدية المعارضة، تتحدث المصادر عن دور مرحلي لهذه القصبة في منتصف القرن 12 م فمابين سنتي 1141-1142، كانت أمركو على رأس خط الدفاع لمواجهة الهجوم الموحدي.
تمتد قصبة أمركو على طول 225 مترا وعرض 62 مترا، حيث تمتد أسوارها على خط التضاريس لمضاعفة الزوايا المحصنة التي يدافع عنها اثنا عشرة برجا مختلفة الأبعاد حسب موقع كل برج.
ويختلف قطر كل منها باختلاف اتساع النقاط التي بنيت عليها ما يوفر تحكما في الدفاع عن أطراف الجدران، وبنيت بالحجر والدبش الذي يتكئ على جوانب الجبل مستفيدة من شتى الانحدارات، ما يذكر بمجموعة من القلاع الأندلسية والمغربية والمتوسطية المشابهة كقصر سحيون في سوريا.
يمكن الولوج إلى داخل القصبة عبر أبواب ذوات مداخل مستقيمة. ويحتمل وجود الآثار بالجهة الغربية الخالية من الأبراج. فالباب الرئيسي لداخل القصبة يِؤدي إلى قاعة أولى مستطيلة الشكل في الشمال، ثم على القاعة الثانية المربعة الشكل في الجزء الجنوبي- الشرقي.
في وسط القصبة، توجد بناية ثالثة على شكل محرز يحوم الاعتقاد بكونها خصصت لسكن قائد الحامية. ويحيط بهذا المحرز برجان إضافيان، وفي الداخل توجد آثار العديد من المطامير، أما بالنسبة لإمداد القصبة بالماء، فيبدو أن هناك جبا لتخزين المياه بُني في الجزء الجنوبي-الشرقي للساحة الوسطى الكبيرة.