تم اكتشاف أول عينة مباشرة لبقايا الإنسان القديم في شمال غرب المملكة العربية السعودية، عبارة عن “عظمة عقلة من الإصبع الأوسط يتجاوز طولها الـ 32 م وقطرها لا يتجاوز 9 مم.
وقد حفظت الأحفورة بشكل جيد في رسوبيات بحيرات قديمة من عصر الهولوسين وسط الكثبان الرملية في صحراء النفود، وتُعرف المنطقة التي تم العثور على الأحفورة فيها ببحيرة الوسطى القديمة التي تبعد 140 كم شرق محافظة تيماء في منطقة تبوك، شمال غرب المملكة.
وتمثل هذه البقايا أول دليل ملموس لتواجد الإنسان القديم واستيطانه في السعودية قبل حوالي 85,000 سنة، بالاضافة الى أن الأدوات والمعدات الصخرية المصنوعة من الصخور الموجودة في المنطقة مشابهة لأدوات العصر الحجري الأوسط في أفريقيا، والتي نقلها الإنسان إلى جزيرة العرب خلال فترات مطيرة رُبطت بالتأثير المداري، والذي أوجد أيضًا بيئة مناسبة للعيش والانتشار للحيوانات الأفريقية، مثل فرس النهر والجواميس والظبي والثعابين والطيور.
وجاء الاكتشاف أقدم أحفورة خارج نطاق أفريقيا وفلسطين، بتعاون مشترك مكون من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والهيئة العامة السعودية للسياحة والتراث الوطني، وجامعة الملك سعود، ومؤسسة ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان، وجامعة أكسفورد، وجامعة كامبردج، وجامعة أستراليا الوطنية، وجامعة جنوب ويلز الجديدة في أستراليا.
ومن المنتظر أن تجلب هذه الأحفورة اهتمام الكثير من علماء الجيولوجيا والأحافير والآثار للقيام بدراسات علمية مختلفة معمّقة في المجال الجيولوجي.