لماذا يصعب على الرياضيين ورجال الأعمال والفنانين الاعتزال؟

يصعب على بعض الناس والفئات الاجتماعية أكثر من غيرهم اتخاذ قرار وضع حد لأنشطتهم المهنية والإقرار بضرورة الاعتزال. من بين هاته النوعية من الأشخاص، نجد بالخصوص من يزاولون أنشطة فيها جانب كبير من المنافسة وتوفر لأصحابها نصيبا كبيرا من المجد والشهرة.
على قائمة هؤلاء الأشخاص نجد الرياضيين المحترفين ورجال الأعمال والسياسة والفنانين. بعض الرياضيين يضطرون للاعتزال مبكرا بسبب الإصابة، وهو قرار يصعب يتحمله بالنسبة لهم لأنه يجعلهم يفتقدون أجواء المنافسة والأضواء وحب الجمهور.
هذه الحالة يعكسها بجلاء تصريح للملاكم البريطاني السابق شوغار راي، الذي اضطر إلى وضع حد مسيرته الرياضة عام 1982 وعمره آنذاك 26 سنة فقط. “خارج الحلبة لم أستطع أن أشعر بنفس السعادة. لا شيء في الحياة يضاهي الفوز ببطولة العالم، حيث تكون يدك مرفوعة أمام آلاف الأشخاص الذين يهتفون باسمك”.
محترفو الرياضة هو من الأشخاص الذين يتماهون مع ما يقومون به، وبالتالي يكون من الصعب جدا عليهم تقبل فكرة نهاية مسارهم الرياضي.
نفس الوضع ينطبق على رجال الأعمال والفنانين والساسة، الذين يألفون بدورهم نمطا للعيش يتميز بالتحدي والمنافسة والرغبة في مراكمة الإنجازات. مثل الرياضيين، يفرض أسلوب الحياة هذا على هؤلاء الأشخاص الصبر والمثابرة من أجل تحقيق الأهداف التي يسطرونها، والتي ما إن يصلوا إليها حتى يضعوا نصب أعينهم أهدافا جديدة.
كما الرياضيين، تعرف حياة الفنانين والمقاولين والسياسيين الكثير من لحظات الانتصار والخيبة والانكسار كذلك، وهو ما يفرض عليهم الوقوف على أقدامهم من جديد والاستمرار في الطريق الذي رسموه. الانغماس في هكذا أسلوب حياة يأخذ طابعا مازوشيا أحيانا، حيث تصبح المعاناة مرافقة لهؤلاء الأشخاص في جزء كبير من لحظات عمرهم، وحيث يكون للمجد أحيانا فاتورة باهظة يجب دفعها.
بالنسبة لهاته العينة من الأشخاص، الشعور بالفراغ هو من أسوأ الأمور التي تميز حياتهم الجديدة بعد الاعتزال، وهو وضع يصعب التكيف معه بعد حياة حافلة حيث كل شيء مضبوط بوقت وبرنامج محدد. بعض الرياضيين يعانون من نوبات من الاكتئاب لـهم يحسون أن حياتهم صارت من دون معنى.
في أحيان كثيرة، يكذب الفنانون على أنفسهم حين يصرحون أنهم جادون في قرار اعتزالهم بعد سنتين أو سنتين، أو فيلم أو فيلمين، ثم لا يلبثون أن لا يتحملوا البعد عن دائرة الأضواء. نفس الأمر ينطبق على بعض السياسيين الذين تسبب خسارتهم في الانتخابات في نكسة يصعب عليهم تحملها، ثم لا يلبثون على العودة عند أول فرصة من أجل تكرار المحاولة نحو منصب بالحكومة أو البرلمان.

اقرأ أيضا

ديزي دروس وطوطو

“طوطو” و”ديزي دروس” في لجنة التحكيم.. “دوزيم” تفرج عن “برومو” برنامجها الجديد

شرعت القناة الثانية في الترويج لبرنامج جديد، عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، ويتعلق الأمر بمسابقة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *