أدب الحج في المغرب العربي نماذج من الرحلة الحجية المعاصرة في المغرب

غزلان جنان
2016-03-17T14:55:08+00:00
ثقافة ومعرفةدراسات
غزلان جنان23 أغسطس 2015آخر تحديث : منذ 8 سنوات
أدب الحج في المغرب العربي نماذج من الرحلة الحجية المعاصرة في المغرب

1 ـ ملاحظات تمهيدية

أفادنا اشتغالنا بأدب الرحلة عموماً، وبالرحلة في العالم العربي الإسلامي خصوصاً، أن الرحلة تنبئ عن صاحب الرحلة أكثر مما تخبر عن موضوع المشاهدة. ذلك أن الرحالة، إذ يجتهد في تصوير البلاد والمناظر التي يرتحل إليها ويطلب تحقق الإمتاع والمؤانسة بما ينقله إلى قارئه من غرائب وعجائب، فإنه في ذلك كله لا ينفك من الحديث عن الذات تصريحاً وتضميناً ولا يملك أن يخرج عن الإهاب الحضاري الذي يصدر عنه ولا أن يبتعد عن الثقافة التي ينتمي إليها. وبعبارة أخرى، فإن الرحالة يحمل معه، في سفره ومشاهداته، عالمه الذي ينتمي إليه. فهو حاضر وحضوره يقوى ويخفت بقدر ما يشعر بالغربة وبملاقاة الغريب عن أذواقه ولغته ودينه، وبالتالي فإن الحديث عن »الغريب والعجيب« يستدعي حضور »المألوف«، أي المعتاد عند الذات، شخصاً عينياً وثقافة وحضارة. وعلى سبيل المثال، أبانت لنا قراءتنا لأهم الرحلات وأغناها في ثقافتنا العربية الإسلامية، وهي رحلة ابن بطوطة، عن صدق هذه الفرضية. فلا يجد المتابع للرحالة المغربي أبلغ ولا أوفى من التدليل على صحة قولنا من المقاطع والفصول التي يضرب فيها صاحب الرحلة بعيداً، في أقصى بلاد الشرق الأقصى، أو يوغل، في الشطر الثاني من رحلته، في ارتياد القرى والغابات البعيدة في مناطق إفريقيا السوداء. بيد أنا لسنا إلى الحديث النسقي عن الرحلة ونظامها ونسقيتها نقصد، وإنما هي ملاحظة أولى تمهيدية وعامة نصدر بها قولنا لغرض عساه يستبين بعد قليل.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق