جبال من الخيبة في تونس

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان15 يونيو 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
جبال من الخيبة في تونس
جبال من الخيبة في تونس

بقلم: المهدي مبروك*

في فورة ثورة التونسيين، ومشاعر الانتصار التي حلقت بهم عاليا فوق السماء، وتحت العرش بقليل، ولو إلى حين، استطاع التونسيون أن يجنحوا، وأن تكون لهم أحلام لا تتسع لها السماوات بما رحبت، استطاعوا، في غمرة الطيش الثوري الجميل، أن يهدّوا بعض أركان نظام ثرنا عليه، وقد جثم على صدورنا أكثر من ربع قرن، فصدرت بعض القرارات، واتخذت إجراءات عبّرت عن إرادة شعب ثائر في أشهر قليلة. كانت لحظة المد الثوري الهادر عالية، تهد الجبال لو اقتربت منها. تم حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي والهيئة التشريعية (مجلس النواب) وتعليق العمل بالدستور لإلغائه في ما بعد، ومصادرة مئات الشركات التي كانت ملك الرئيس المخلوع بن علي وأصهاره، وبعض المتنفذين الذين استولوا على المال العام، وافتكوا أملاك مواطنين. وقد عرض بعضهم من تلك الممتلكات للبيع، وحفظ بعضها، كجزء من تراث البلاد وذاكرته، مثل المجوهرات واللوحات الفنية وغيرها، وكان بعضها قد سرق من رصيد الدولة المتحفي، وظلت تلك الأملاك ملك الدولة، على الرغم من سوء التصرف الذي حفَّ بها. ثمة من يصنع لنا منذ أمد ليس قصيراً "فابريكات" ثقب الذاكرة بشكل فعال وصناعة النسيان في مناخٍ، أحسنت استثماره جماعات الماضي البغيض، لإيجاد حالة عامة، هي خليط من مشاعر الإحباط واللامبالاة وحتى النقمة. أفلح هذا المناخ في فلحه أركان النظام القديم، بكل جدارة وكفاءة، وبدا التجرؤ على الثورة ورموزها إلى حد التهكم والازدراء، وكان الإعلام وقود تلك المصانع: رأينا كيف تجرأت الكاميرا الخفية على جعل الشهيد شبحاً مخيفاً ومرعباً، ورأينا كيف تغزلت "الشاعرة بنت البائد" بالديكتاتور، ورأينا أيضا أشياء أخرى، لا تخطر على البال.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق