الموريتاني ولد عبدي : قصيدة استشفائية

خالد الغازي
2015-03-30T13:45:49+01:00
الكلام المرصع
خالد الغازي30 مارس 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الموريتاني ولد عبدي : قصيدة استشفائية

قصيدة استشفائية مؤثرة

مولايَ أنت المجيبُ *** تشفي و أنت الطبيبُ
و ها أنا لهواني *** أكاد ضعفا أذوبُ
وحدي أقاوم عجزي *** وقد غزتني الذنوبُ
و الكلُّ مني بعيدٌ *** إلاَّكَ أنتَ القريبُ
كفى بقربك منجىً *** إذْ منْ سواكَ يجيبُ؟!
ومن سواك ملاذي *** و من سواك الحسيبُ ؟!
بك امتلأتُ وحسبي*** بك الوحيدُ النصيبُ
إذا رضيتَ فمالي ***بالعالمينَ سُبَيْبُ
فالحمدُ عند ابتلائي *** لمَّا تدورُ الخطوبُ
و الحمدُ عند اهتدائِي *** للحمدِ حينَ أذوبُ
و الحمدُ أن قَصِيدِي *** في الذِّكرِ بحرٌ طروبُ
ما بينَ بسطٍ و قبضٍ *** بالعدوتيْنِ أجوبُ
مجرَّدٌ منْ وُجودِي *** إذْ في الجلالِ أغيبُ
و ليسَ لِي عنكَ بُدٌّ *** و لا مقامٌ رحيبُ
و أينَ لِي يا إلهِي *** إلاَّكَ أنتَ المجيبُ ؟!
فكمْ دعاكَ سقيمٌ *** و كمْ رجاكَ سليبُ ؟!
و كم تضرَّعَ فقراً*** يرجُو النّوالَ خطيبُ ؟!
و كم إليك أناختْ *** في الليلِ ثَمَّ القلوبُ؟!
و ها أنا يا ملاذي *** تكالبتنِي الكروبُ
وليس لي في افتقاري *** إلاَّ إليكَ الهروبُ
بالبابِ أطرقُ حاشَى *** من جاءَ حبواً يخيبُ
أرجو شفاءً سريعاً *** من كلِّ داءٍ يُصيبُ
و هل تَرى لرجائِي*** بعد الشفاءِ نُضوبُ ؟!
من جاء بابَ كريمٍ ***ثَمَّ السُّؤالُ يطيبُ
أنا الذي خَلْفَ خطوي ***من الخطايا العجيبُ
خمسونَ أَرسُفُ فيهاَ ***و مَا ارْعَوانِي المَشِيبُ
في كلِّ ليلٍ خطاياَ *** و كلِّ يومٍ عيوبُ
كأنَّ عمري يبابٌ *** أخنَى عليهِ الهبوبُ
غداً إليكَ مآلِي *** فقدْ تدانَى الغُروبُ
فاغدقْ عطاياكَ إنِّي *** لولاَ العَطاياَ أخيبُ
و كُنْ أنيسِي بِدارٍ *** بهَا السَّليبُ غريبُ
مَالِي سوى أنَّ قلبِي *** بكَ الكريمُ رطيبُ
و أنَّ لطفكَ سرٌّ *** به الفؤادُ خصيبُ
مولايَ يقصرُ شعرِي ***و الحاجُ بعدُ كثيبُ
مهما يقالُ بأنِّي*** مفوَّهٌ و أريبُ
فأنتَ أعلمُ منِّي *** أنتَ العليمُ الرَّقيبُ
و الفقرُ حالِي و عُمرِي ***بَدا عليهِ الشُّحوبُ
فالطفْ تكرَّمْ تجاوزْ*** و ارحمْ غداةَ أَؤُوبُ
بجاهِ خيرِ البراياَ ***ذاك الشفيعُ الحبيبُ
لولاهُ ظلَّتْ حيارَى*** في التِّيهِ ثَمَّ شُعوبُ
و ما تَراجَع غَيٌّ ***و ما استقالتْ حروبُ
و ما تضرَّع شعراً*** للهِ قبلُ أديبُ
صلَّى عليهِ إلهِي ***ما هبَّ ريحٌ جنوبُ
و ما استمالَ شمالٌ ***و ما استفاضَ نسيبُ

الشاعر الموريتاني الدكتور محمد ولد عبدي

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق