داعش…السير الحثيث نحو التصدع

آمال الزاكي
دولي
آمال الزاكي8 مارس 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
داعش…السير الحثيث نحو التصدع
انخفاض انتاج داعش من النفط

يمر تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق بأزمة مالية خانقة جراء انخفاض إنتاج النفط الذي شكل وعلى مدى سنوات منبع موارده المالية، وذلك نتيجة الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى عدد من الخبراء أن الأوصاف التي منحت للتنظيم بكون “أغنى جماعة إرهابيةفي التاريخ” لم تعد تنطبق عليه مؤخرا، خاصة في ظل السياسة التقشفية التي سنها مؤخرا لتقليص نفقاته ورواتب مقاتليه والتي تدل على مروره بأزمة خانقة.

وحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة، وصلت نسبة إنتاج تنظيم الدولة من النفط إلى حوالي 50 ألف برميل يوميا خلال سنة 2014، ما كان يذر عليه 1.6 مليون دولار يوميا، في وقت يصعب فيه تحديد مدى تراجع هذه النسبة في الفترة الأخيرة.

وفي تعليقه على ذلك، يتوقع أندرياس كريج، خبير عسكري في جامعة “كينجز” في العاصمة البريطانية، أن يكون ناتج داعش من النفط قد انخفض إلى 20 ألف برميل يوميا، بالإضافة إلى تضرر قدرات توزيعه وتكريره لهذه المادة نظرا إلى الغارات الجوية المكثفة التي تشنها قوات التحالف الدولي.

ومن جهته، أوضح مسؤول بالخزانة الأمريكية في بيان له الشهر المنصرم، أن غارات التحالف الدولي أثرت وبشكل كبير على إنتاج تنظيم الدولة من النفط في سوريا، ما يعني انخفاض أرباحه بالمقابل.

إلى ذلك، أكد لؤي الطيب مدير معهد الطاقة في العراق، أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف ساعدت على قطع الطريق أمام نفط داعش، مضيفا أن التنظيم الإرهابي الأخطر في المنطقة لا يتوفر في الظرفية الراهنة على إمكانية لتحقيق أرباح كما في السابق من إنتاج النفط.

ومن أجل الخروج من ضائقته المالية ، قرر تنظيم الدولة خفض نفقاته إلى النصف، والتي تهم بالدرجة الأولى رواتب مقاتليه والتعويضات التي يتلقونها عن أبنائهم وزوجاتهم، إلى جانب نفقات المعدات العسكرية.

إلى ذلك، عمد تنظيم الدولة الإسلامية إلى ابتزاز الأهالي الذين يعيشون تحت إمرته في المناطق التي يسيطر عليها أو كما يدعوها “دولة الخلافة“، ومطالبتهم بأتاوى للتعويض عن أضراره.

وحسب الخبراء، فإن آلة حرب تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا بدأت تتجه نحو التصدع، في الوقت الذي أصبحت أنظار هذا الأخير تتجه نحو فتح جبهة قتال جديدة في ليبيا.

هذا ويبدي المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة مزيدا من القلق، بسبب تزايد أعداد مقاتلي وسيطرة “داعش” في ليبيا مستفيدا من الفوضى السياسية والأمنية التي تعرفها هذه الأخيرة منذ خمس سنوات بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القدافي.

إقرأ أيضا:داعش” تلجأ إلى التقشف بعد تضييق الخناق عليه

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق