“النهضة” وأحزاب بلا برامج

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان22 مايو 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
“النهضة” وأحزاب بلا برامج
“النهضة” وأحزاب بلا برامج
32862d78d3d84b5e017800492fc994da - مشاهد 24

أحزاب بلا برامج وسياسات ومواقف واضحة، من دون رؤية واقعيّة للمطلوب منها، فقط اجتماع وتحالف ليس توحيدا للجهود وخدمة لتونس، بل كرها في حزب النهضة، فكم سمعنا عن تحالفات حزبيّة، مثل جبهة الإنقاذ، الاتحاد من أجل تونس، كلّنا تونس، وغيرها اندثرت من دون ضجيج، كما حدث حين الإعلان عن تكوينها.
هذه التحالفات التي قيل إنّها ما جاءت إلاّ لكسر حالة اللاّتوازن في الساحة السياسية، لم تنجح في ذلك، نظراً لأنّ أساس البيت مغشوش منذ بدايته، فجميعها لم يجمعها سوى الكره والبغض تجاه “النهضة”، فلم نسمع من قادتها يوماً ما يمكن أن يدلّ على أنّهم فعلا قادرون على قيادة البلاد في المستقبل، بل إنّ ما فاضت به جُعْبَتُهُمْ لم يكن سوى الشيطنة والتشويه وبثّ الأكاذيب والأراجيف في حقّ “النهضة” وقيادييها، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى أنّه لم يكن يبدي أيّ موقف من أيّ من الأحداث، أو المستجدّات الحاصلة، قبل أن يسمع موقف “النهضة” ليقول عكس ما قالت، ولو كان في ذلك مخالفة لما كان يصرّح بأنّه من صميم مبادئه.
جميع قادة الأحزاب في تونس، والتي شكّلت تلك التحالفات كانوا يظنّون، وربّما لازالوا، بأنّ قادة “النهضة” مجموعة دراويش تتدلّى من بين أيديهم مسابحهم، وهم لا يحسنون إلاّ الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبالتالي يمكن التفوّق عليهم بسهولة، فالسياسة بحر لا يمكن السباحة فيه إلاّ لمن كان يسارياً أو ليبرالياً أو حداثياً، كما يزعمون، أمّا الإسلاميون فَشِبْرٌ من الماء سَيُغْرِقُهُمْ، لطول جلابيبهم.
لكن، المشهد السياسي في تونس كان مختلفاً تماماً، ف “النهضة” تلاعبت بالجميع، وروّضت تلك المجاميع، وبات الكلّ يهاجمها صباحا ويخطب ودّها مساء. فما الذي حصل، لنشاهد ما شاهدناه؟ الأمر بسيط، فالنهضة أدركت، منذ البداية، أنّ جميع الأحزاب الموجودة على الساحة ليست إلاّ تجمّعات لمصالح وقتيّة وظرفيّة، جمعهم كرهها وسيفرّقهم حتما ودّها. لذلك، لابدّ من اللعب معهم في الميدان الذي يحبّذونه سياسة “الطمع”، أيّ بدلاً أن تُلْقِمَ الكلب حجرًا فيهاجمك، علّق له “شحمة”، وسترى كيف سَيُسْبِلُ أذنيه، ويحرّك ذيله، وإن لزم الأمر، سيبتسم في وجهك.
هذا ما وقع. “النهضة” تسير وبيدها ” شحمة ” الرئاسة، والجميع يسير خلفها، علّه يصل إلى قرطاج أوّلاً وبيده “الشحمة”. كنّا نمنّي النفس بمشهد سياسي مختلف، تسود فيه الأفكار الجديّة والبرامج الواقعيّة التي تخدم الوطن والمواطن، لكن، للأسف، غرقنا في وحل ساسة فاضت أدرانهم، حتّى كادت تلوّث مجردة.
“العربي الجديد”

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق