نزل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الشارع للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، في حدث رتِب له بعناية، وذلك لتدشين بعض المشاريع، وهو حدث يأتي بعد نحو عامين من ابتعاده عن المشاركات الرسمية وحضور المناسبات، بسبب الوضع الصحي الذي استجد عليه منذ منتصف سنة 2013.
وأثار التعب الشديد الذي كان باديا على بوتفليقة الكثير من الجدل داخل الجزائر، بين متعاطف معه ومستغرب من “بقائه في الحكم”، فيما خرجت عدة قراءات تتعلق بالانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل.
ورأى بعض المتابعين أن هذا الحدث “يعد إشارة من الرئيس” إلى أنه لا يزال حاضرا وموجودا في المشهد، بل “مستعدا للترشح لولاية رئاسية خامسة”.
وبالمقابل، اعتبرت بعض الجهات أن خروج بوتفليقة يشبه “حجة الوداع”، التي يريد أن يبلغ بها الجزائريين أنه لم يعد قادرا على مواصلة المسيرة بسبب ظروفه الصحية.
وتتفق تحليلات كثيرة مع هذه القراءة الثانية، وتقول أبرزها إن “الرئيس لن يقوى في السنوات المقبلة على ممارسة صلاحياته، وإن باقي مؤسسات الدولة القوية على غرار الجيش، لن تغامر بالجزائر في هذا الخيار”.
ويذكر أن الولاية الرابعة لبوتفليقة (81 سنة) دخلت عامها الأخير، إذ وصل الحكم في 1999 وفاز قبلها بثلاث ولايات متتالية، وكانت هذه الأخيرة أكثر فترات حكمه جدلا بسبب تعرضه في أبريل 2013 لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة الشعب.