عرفت عملية انتقاء عاملات فلاحيات مغربيات من أجل السفر إلى إسبانيا والعمل في جني الفراولة في حقول ويلبا الأندلسية لهذا الموسم بعض العراقيل، حيث احتجت العديد من النساء على ما اعتبرناه “إقصاء” لهن من فرصة العمل هذه.
ووجهت بعض النسوة أصابع الاتهام إلى مسؤوليين في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ”أنابيك”، حيث اعتبرن أن معايير الاختيار لم تكن سليمة بدليل اقصاء نساء لديهن 6 أطفال وقبول أخريات بطفل واحد أو بعض الشابات اللواتي لا يفكرن في العودة إلى المغرب بعد انتهاء موسم جني الفراولة.
وأوضحت سيدة تتحدر من مدينة وجدة ظهرت في شريط فيديو أنها “حرمت من حقها في العمل”، بالرغم من توفرها على جميع الشروط المطلوبة، مؤكدة أنها أم لـ 6 أطفال.
وأكدت بعض النساء اللواتي يتحدرن من مختلف نقط إقليم الناطور، بأنهن سجلن أنفسهن في لوائح المرشحات للذهاب للعمل في حقول ويلبا، وتم استدعاؤهن قصد إمضاء عقود العمل بمدينة بوجدة، قبل أن تفاجئن بإقصائهن من السفر، ودون مبرر.
وتحذر جمعيات حقوقية من استغلال الفلاحات المغربيات اللواتي يتوجهن إلى إسبانيا قصد جني الفراولة، من طرف مافيات الاتجار بالبشر، التي تستغل أميتهن وظروفهن الاجتماعية الصعبة من أجل دفعهن لامتهان الدعارة مقابل وعدهن بالاستقرار في إسبانبا.
ويذكر أن وكالة “الأنابيك”، التي تسهر على عملية انتقاء عاملات الفراولة تضع سلسلة من الشروط، التي تفرضها السلطات الإسبانية المعنية، كل سنة، من بينها أن تكون العاملات متحدرات من وسط قروي وفي سن يتراوح بين 18 و45 سنة، ولديهن أطفال تتكفلن بهم يكون سنهم أقل من 14 سنة، وذلك لضمان عودتهن إلى المغرب بعد انتهاء موسم جني الفراولة.
وتتلقى هؤلاء العاملات مبلغ 37 أورو عن كل يوم عمل، علما بأن عليهن الاشتغال 6 ساعات يومية مع نصف ساعة استراحة، ويوم واحد عطلة في الأسبوع.