في دورته التاسعة، اختار ملتقى شفشاون للكاريكاتير والإعلام،أن يبرمج سلسلة من الندوات واللقاءات الثقافية والمعارض الفنية، على مدى 3 أيام، تحت شعار “الكاريكاتير والمتلقي بين العمق والدهشة”.
وفي أجواء من الصراحة، تم التداول في عدد من المواضيع والملفات المرتبطة بالكاريكاتير والإعلام، بمشاركة عدد من الإعلاميين والرسامين، في حوار مباشر ومفتوح، تتبعه جمهور غفير من الساكنة، التي تحرص على متابعة كل فعاليات الملتقى الذي يكرم هذا العام شخصيتين لهما وزنهما في مجال الثقافة والفن والإبداع.
ويتعلق الأمر بالكاتب والإعلامي عبد القادر الشاوي، مؤلف “كان واخواتها” وغيرها من المؤلفات، والفنان ابراهيم لمهادي الذي يعتبر من أبرز رواد الكاريكاتير في المغرب.
وقد كانت الندوة الكبرى الذي تساءلت حول كيفية إصلاح الإعلام للسياسة من أبرز اللقاءات الساخنة، اعتبارا لما طرحته من أفكار ومواقف لاتخلو أحيانا من حدة في الطرح، وقد أدارها بلال مرميد، صاحب برنامج “المواجهة” في قناة “ميدي 1 تي في”، بحضور المختار لغزيوي، عن يومية “الأحداث المغربية”، والإعلامي عبد الصمد بن الشريف، والكاتب والخبير الإعلامي احمد الدافري.
وقد اعترف جميع المشاركين في الندوة بأن موضوع إصلاح الإعلام للسياسة صعب ومعقد جدا، ويطرح مجموعة من الإشكاليات، ترتبط بالممارسة السياسية والواقع الإعلامي في المملكة.
وهناك من الإعلامين المتدخلين من قال:إن ” السياسة في المغرب أفسدت كثيرا من الأشياء، وأن طرح سؤال إصلاح الإعلام للسياسة يكتنفه بعض الغموض والالتباس”.
ولاحظ الإعلاميون أن السياسيين في المغرب، وأمام انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، أصبحوا يلجأون إلى تسجيل مواقفهم فيها، بعيدا عن وسائل الإعلام التقليدية، من خلال تدوينات كثيرا ما تطرح علامات الاستفهام حول دوافعها.
ومما رفع من مستوى النقاش،إشراك الجمهور الحاضر، الذي لم يتردد في إضفاء مزيد من الحيوية حول الموضوع،ومن بينهم محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بـ”أبو حفص”، الداعية المغربي، وأحد أبرز الوجوه السلفية السابقة في المغرب، ورئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام، الذي سارع إلى إبداء رأيه، معبرا عن صعوبة استقلالية المنابر الإعلامية في غياب الإمكانيات المادية والسيولة المالية.
لكن أحد المتدخلين الشباب من وسط الجمهور،أثار جدلا وغضبا بعد أن شبه الصحافيين بأنهم مثل “الجواري في قصور السياسيين”، وهو الأمر الذي دفع بكل الإعلاميين المشاركين في الندوة إلى استنكاره.
ومن بين الخلاصات المطروحة خلال الندوة الدعوة إلى أهمية التربية والتعليم كمكون أساسي لإنتاج نخبة قادرة على خوض قيادة الرأي العام، في إطار من الحرية والمسؤولية، وبالتالي تكريس مسلسل الإصلاح على الواجهتين الإعلامية والسياسية.
يذكر أن محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، كان قد طرح بدوره في افتتاح ملتقى شفشاون للإعلام وفن الكاريكاتير، إشكالية العلاقة بين السياسة والإعلام، واصفا إياها بأنها “كانت دائما علاقة تأثير وتأثر، تآلف وتنافر، تقارب وتباعد، حسب السياقات والأوضاع، لكن الثابت هو جدلية الحقلين وحاجة كل واد منهما إلى الآخر”.