الرئيسية / أحوال الناس / “أرامل فرانكو”.. فقر مدقع في أرذل العمر
أرامل فرانكو

“أرامل فرانكو”.. فقر مدقع في أرذل العمر

في سنة 1965 كان عدد الجنود المغاربة الذين يتقاضون معاشات من القنصلية الإسبانية في مدينة تطوان لمشاركتهم في الحرب الأهلية الإسبانية إلى جانب الجنرال فرانكو (1936 1939)، يتجاوز 5 آلاف جندي، بينما أصبح اليوم لا يتعدى المائة، بعد أن توفي معظمهم، تاركين وراءهم أرامل وأطفال في ظروف معيشية جد صعبة.

ويضاف إلى هؤلاء الأرامل نساء الجنود الذين استشهدوا في ساحات القتال في مختلف مناطق إسبانيا، ليجدن أنفسهن ترملن في سن مبكرة، وبالتالي مرغمات على تحمل أعباء ثقيلة لتوفير العناية لأطفالهن، دون تلقي أي دعم معنوي أو مساعدات مالية تسمح لهن بالعيش الكريم.

وتقطن معظم هؤلاء الأرامل، اللواتي يعرفن في إسبانيا باسم “أرامل فرانكو” في مدينتي تطوان والناظور ونواحيهما، وهي المناطق التي كانت تحت الاحتلال الإسباني، حين جند فرانكو متطوعين مغاربة ليزج بهم في حربه ضد النظام الجمهوري، الذي أطاح به سنة 1939، ليحكم إسبانيا بقبضة من حديد إلى تاريخ وفاته سنة 1975.

وتعيش الكثير من هؤلاء النساء تحت عتبة الفقر، وهن في أردل العمر، حيث لا تتعدى المعاشات التي يتقاضينها من الدولة الإسبانية 300 أورو شهريا، كتعويض مادي عن مغامرة أزواجهن بحياتهم، وهم في ريعان شبابهم، للدفاع عن وطن ليس لهم، وعن نظام لم يعرفوا كنهه.

فاطمة وأمينة والزوهرة وحليمة وأخريات، اضطررن للعمل لإعالة أطفالهن، وتحملن قساوة الحياة ليجدن أنفسهن يعشن الفقر المدقع والحرمان، وهن في سن متقدمة ويعانين أمراضا مزمنة.

ويذكر أن حوالي 130 ألف مغربي، شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية، أغلبهم في صفوف قوات فرانكو، ولم يتبق منهم سوى 63 ألفا، بعدما كانوا يحاربون بشراسة في الخطوط المتقدمة، ليسقط بينهم ضحايا كثيرون.