الرئيسية / أحوال الناس / فندق لنكولن.. يستعيد مكانته المعمارية بعد سنوات من الإهمال
فندق "لنكولن"

فندق لنكولن.. يستعيد مكانته المعمارية بعد سنوات من الإهمال

أعلنت الوكالة الحضرية للدار البيضاء، عن الشروع في مشروع تهيئة وتجديد واستغلال فندق “لنكولن” بشارع محمد الخامس، عبر طلبات العروض، في حين يرتقب طرح جميع الخصوصيات التقنية والعمرانية المرتبطة بالمشروع للمستثمرين يوم 7 دجنبر المقبل 2016.

وتحرص الوكالة الحضرية للدار البيضاء، على أن يحافظ المستثمرون على مميزات الفندق المعمارية، التي جعلت منه معلمة أثرية تعد موروثا لمدينة الدارالبيضاء.
وفي السياق ذاته، يعود بناء فندق “لنكولن” الموجود إلى فترة الاستعمار الفرنسي، يتمتع بخصائص فن المعمار القوطي المتميز بالنوافذ العريضة والمرتفعة، إلى جانب فن المعمار الأندلسي المائل إلى الأقواس والأسقف المقعرة.

وأجري تصميم فندق “لنكولن” سنة 1916، فيما شُرع في بنائه سنة 1917، إذ شهد خلال الأربعينيات ذروة مكانته المعمارية، بموازاة فندق آنفا الذي احتضن سنة 1943 “مؤتمر آنفا” التاريخي (حضره روزفلت وتشرشل لمناقشة الحرب على جبهة إفريقيا الشمالية).

ويروى أن المهندس الفرنسي، “بريد هوبير” صمم الفندق وفق تصاميم العديد من الفنادق العالمية التي تحمل اسم “لنكولن”، فيما يعود الاسم لوالده الإنجليزي الأصل، الذي توفي دون أن يحضر هوبير جنازته، ليقرر أن يحمل الفندق اسمه كعزاء يقدمه لوالده.

من جهة أخرى، احتضن فندق “لنكولن” الضيوف والزوار، فيما احتضن فندق آنفا جلسة المؤتمر، كما حظي الفندق بحضور كبار الموسيقيين الأجانب، في حين كان يشرف على سهراته الموسيقية كبار شخصيات المدينة من الفرنسيين.

كما كان فندق “لينكولن”، يشكل أول بناية بشارع محمد الخامس تبلغ مساحته حوالي 2468 مترا مربعا، كما صنفت وزارة الثقافة واجهة الفندق سنة 2000 على أنها تراث عمراني هندسي.

ومنذ سنة 1989، بدأت جدران الفندق تفقد صلابتها وهياكلها، ليتوالى انهيار أجزاء مهمة منه ومن مرافقه، وفي سنة 1990 بدأ فندق “لنكولن” يعرف بعض التصدعات.

وفي سنة 1990 بدأ فندق “لنكولن” يعرف بعض التصدعات التي أودت بحياة بعض الأشخاص، بعدما تسبب تهدّم بعض سقوفه وحواجزه في 3 يناير لسنة 1990.
ومع استمرار إهمال الفندق، سقطت بلاطات الفندق بجانب زنقة عبد المديوني في 4 نونبر 1993، دون أن تسجل خسائر بشرية ، لكنها عززت أن الفندق مهدد بالانهيار الكامل في حالة عدم التوصل إلى حل جدي وحازم.

وأصبحت الوكالة الحضرية للدار البيضاء مالكة لفندق لينكولن، بعد المصادقة على مرسوم يقضي بنزع ملكيته لفائدة المصلحة العامة، حيث جاء في عدد للجريدة الرسمية (13 يناير 2009) مرسوم رقم 2.08.093 صدر بإعلان أن المنفعة العامة “تقضي بإعادة تهيئة وتجديد فندق لينكولن الكائن بشارع محمد الخامس من طرف الوكالة الحضرية للعاصمة الاقتصادية، وبنزع ملكية القطعة الأرضية والبنايات المشيدة فوقها اللازمة لهذا الغرض ذات الرسم العقاري رقم ك/2959، والتي تمتد على مساحة 2468 مترا مربعا، بناء على القانون رقم 7.18 المتعلق بنزع الملكية لأجل المنفعة العامة وبالاحتلال المؤقت، وبناء على نتائج البحث الإداري عن المنافع والمضار الذي أجري في هذا الشأن من 25 أبريل إلى 26 يونيو 2007.
شاركها