الرئيسية / أحوال الناس / مواقع أثرية في منطقة الريف يتهددها الاندثار لهذا السبب
مواقع أثرية

مواقع أثرية في منطقة الريف يتهددها الاندثار لهذا السبب

يتهدد مواقع أثرية عديدة بمدينة الحسيمة، التلاشي والاندثار، بفعل الهدم العمد لبعض البنايات التاريخية، التي أقدمت على التخلص منها شركة معنية بإحداث مشروع ببلدية أجدير ومنطقة السواني.

كما جرى مد قنوات الصرف الصحي وسط مقر قيادة عبد الكريم الخطابي بأجدير وإتلاف أجزاء كبيرة من قصبة اسنادة ومدينة بادس، إضافة إلى تضرر موقع “المزمة” التاريخي، الذي وضع داخله عمال الشركة ذاتها الرمال و الإسمنت، دون مبالاة بخصوصية المواقع التي تتميز بمواد بناء قديمة لها مميزات خاصة بفترة التشييد، وفق ما نبهت إليه “جمعية الريف” التي حاولت تسليط الضوء أكثر من مرة، على المخاطر العديدة التي تطوق المعالم والمواقع الأثرية بالمنطقة.

وترتفع حصيلة المواقع الأثرية المتضررة من أشغال الحفر والبناء، في غياب تدخل جاد يحمي الموروث التاريخي والحضاري الذي يميز المنطقة ويوثق لمراحل مهمة من تاريخ المغرب عامة.

و أكدت جمعية ذاكرة الريف أن الشركة المعنية بإنجاز أحد المشاريع لم تلتزم باتفاق مسبق معها يقتضي الإبتعاد عن أسوار موقع “المزمة” بحوالي عشرين مترا في إطار انجاز أشغالها.

وفي هذا الصدد، راسلت الجمعية عدة جهات للتنبيه بحكم الأضرار التي تتهدد المواقع والمعالم الأثرية، كما نظمت وقفات احتجاجية لتجديد توصياتها بضرورة الحفاظ على الموروث الأثري للمنطقة.

وأمام استمرار “التطاول” على المكتسبات الأثرية للمنطقة، تجدد “جمعية الريف” نداءها إلى وزارة الثقافة، قصد الحد من زحف المخاطر التي تعرض المعالم والمواقع الأثرية إلى التاندثار بشكل تدريجي، سيقضي عليها كليا في أجل قريب، إن لم يجر الحسم على نحو سريع وجاد.

يشار إلى أن منطقة الريف والحسيمة خاصة، تختزن مواقع ومعالم أثرية تشكل إرثا مهما، ومرجعية تاريخية وحضارية أساسية لدراسة الماضي ورصد تجلياتها على الحاضر والمستقبل، غير أن هذا التراث المادي للمنطقة ينقصه الاهتمام والمحافظة من أجل رد الاعتبار إليه عبر الصيانة والترميم، ثم توظيفه في السياحة والاستثمار.

واعتبارا إلى أن المعالم والمواقع الأثرية تؤسس لموروث غني، ترى “جمعية الريف” ضرورة التعريف به على نحو يرصد قيمته بدل تخريبه، واستثماره في الحاضر باعتباره شاهدا قويا على التنوع الأثري للمنطقة.