الرئيسية / أحوال الناس / عزيمان يحذر من تنامي ظواهر العنف والغش والتعصب في فضاء المدرسة
العنف والغش والتعصب

عزيمان يحذر من تنامي ظواهر العنف والغش والتعصب في فضاء المدرسة

حذر  عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي،  من تنامي بعض الظواهر السلبية في فضاء المدرسة، مثل العنف والغش والتعصب، وغير ذلك من السلوكات المنافية للأخلاق والقيم وقواعد الانضباط لمباديء التربية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها عزيمان، أمس الاثنين، في مستهل الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في مدينة الرباط،والتي تطرق فيها إلى بعض الشوائب التي تمس بالعملية التربوية، وتضربها في الصميم، مما ينعكس سلبا على تنشئة الأجيال الصاعدة.

واستعرض المتحدث ذاته نماذج من  الجهود التي بذلت من أجل تصحيح هذه الاختلالات في السلوك التربوي، وذلك ضمن برنامج وطني تم اعتماده، خصيصا لهذا الغرض، وكان الهدف منه،  ولايزال، هو التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وتكريس مباديء التسامح والتعايش والتضامن.

وحسب تقرير تم إنجازه من طرف اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية،وهي إحدى اللجان النشيطة داخل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فإن هناك مجموعة من الممارسات السيئة تسود داخل فضاءات المدرسة والمحيط المجاور لها.

ومن هذه السلوكات التي رصدها تقرير اللجنة المذكورة” استفحال السلوكات المخلة بالقيم داخل المدرسة، وفي محيطها، من قبيل ظواهر العنف بمختلف أنواعه، أي الجسدي والنفسي واللفظي،فضلا عن مظاهر الغش، والاعتداء، والتهديد، والتعصب،والتميز بين الجنسين، والانحراف، والتحرش، وعدم احترام الأدوار،والمساس بنبل القضاء المدرسي والجامعي، وتراجع الالتزام بالأنظمة الداخلية للمؤسسة التعليمية، والإضرار بالبيئة وبالملك العام”.

ويبدو من خلال رصد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لكل هذه السلوكات، أن النظام التعليمي والتربوي في المغرب، لم يستطع بعد أن يرتقي إلى مستوى تطلعات المجتمع المغربي، رغم كل التجارب التي شهدها منذ استقلال البلاد، حتى الآن، أي ما يفوق الستين سنة.

وينكب المجلس المذكور في اليوم الثاني والأخير لدورته العاشرة،في العاصمة السياسية، على وضع الصيغ التي يراها مناسبة لمعالجة المشاكل التي تتخبط فيها منظومة التربية والتكوين في المغرب، والتي يشهد الجميع بأنها في حاجة إلى مراجعة ناجعة، ومقاربة شمولية، من أجل النهوض بمأموريتها في التربية والتكوين،بناء على أسس سليمة، تضع حدا لهذا التدهور في مستوى التعليم.

وهذا ما عبر عنه عزيمان بالقول بأن المشاركين في الدورة العاشرة  مدعوون لتدارس مشروع رأي المجلس في موضوع  القانون-الإطار لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي أحيل عليه من قبل رئيس الحكومة في نهاية يوليوز الماضي.

 وهذا  المشروع أوكل أعضاء المجلس مهمة إعداده للجنة مؤقتة،وانتدبوا لرئاستها عبد الحميد عقار،أحد الفاعلين التربويين والمثقفين الأكاديميين، ورئيس اتحاد كتاب المغرب سابقا.

وقد جرى الاشتغال على المشروع، حسب عزيمان،بشكل معمق ودؤوب على مدى شهري شتنبر وأكتوبر، حيث أنتجت اللجنة مشروعا تم تدارسه من قبل مكتب المجلس، وستتداول فيه الجمعية العامة خلال هذه الدورة،من أجل المصادقة عليه.

ولم يفت رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين،أن يوضح أن الرؤية الاستراتيجية للإصلاح تؤكد بقوة على دور المدرسة في بناء مجتمع ديمقراطي متوازن، قائم على المواطنة والمساواة،وتجعل من التربية على القيم، في شتى أبعادها، إحدى المهام الرئيسية للمدرسة.