الرئيسية / أحوال الناس / الأمطار تجدد مخاوف سكان المدينة القديمة بالبيضاء من انهيار المنازل المتصدعة
المنازل المتصدعة

الأمطار تجدد مخاوف سكان المدينة القديمة بالبيضاء من انهيار المنازل المتصدعة

تتجدد مخاوف سكان المدينة القديمة في الدار البيضاء، من انهيار منازلهم المتصدعة، كلما تهاطلت الأمطار، في ظل تشبع بنيانها بالرطوبة، واستمرار التصدعات والتشققات التي تتسع هوتها مع التساقطات، إذ أدى تهاطل الأمطار، أمس الأربعاء، 12 أكتوبر 2016، إلى تكريس الشعور بالخوف، من تكرار مأساة الانهيار المفاجئ ووقع ضحايا.

في الوقت الذي يستبشر البعض خيرا في التساقطات المطرية، يجدها سكان المدينة القديمة، عاملا يضاعف مأساتهم مع دورهم الآيلة للسقوط، لينزووا في أحد الأركان الأقل تصدعا.

إن سكان درب الرماد ودرب بوطويل ودرب السينغال ودرب المعيزي، ودرب الفصة ودرب باشكو وغيرها، يعجزون عن دفع الأضرار عنهم رغم الأخطار المحدقة بهم، خاصة أن عمليات ترحيلهم متعثرة ببعض الإكراهات التي قال عنها السكان إنها “ليست سببا يبقيهم في المنازل المتداعية للسقوط”.
medina-1

وزادت الأمطار الخفيفة أمس، مخاوف السكان، بكل مختلف الأحياء والدروب، من تكرار قصص الموت تحت الركام، وهم يتوجسون أن تتسع الشقوق والتصدعات بالجدران والأسقف بشكل ينبئ بتهاوي المنازل تباعا.

واعتبر السكان ترحيلهم من المدينة القديمة، ملفا يحتاج إلى معالجة سريعة، لأن المنازل القائمة فيها بمثابة “قنابل موقوتة” قابلة للانفجار مع كل فصل مطير، ستسحب معها أرواحا كثيرة إن لم تكن هناك تدخلات جادة.

فمشهد المنازل المتآكلة بالمدينة وحده دليل على أن القاطنين فيها، يتنفسون عبر الفجوات المحدثة فيها بفعل الرطوبة والتقادم، ولهذا فهم يحذرون جميع المعنيين من أن يتحول السكان إلى “أموات” تحت أنقاض الحجارة.

كما عبر بعض السكان أن يأسهم من استمرار معاناتهم مع التصدعات والانهيارات، في حين تستدعي وضعية المدينة القديمة، حل قضية إعادة الإسكان، وكف سكانها عن اجترار الخوف والخيبة والمعاناة”.

وأضاف أن “السكان الباقين بالمدينة القديمة، كانوا يأملون، بعد ترحيل عدد مهم منهم، إلى مساكن بديلة أن يتمتعوا بالتسهيلات نفسها التي تخول لهم تسديد شروط الانتقال.

medina-2

لقد جعلت إكراهات الزمن، إلى جانب الواقع المتردي الذي تنعكس تجلياته في تلك المباني المبقعة بالرطوبة والمتآكلة جدرانها والمرقعة أسقفها بالمتلاشيات والخردة، سكان المدينة القديمة يتأرجحون بين الأمل في تحسين أوضاعهم، وبين اليأس وصمت المسؤولين عن ملفات إسكانهم، ومع ذلك يؤكدون تشبثهم بما وصفوه بـ”الحق غير المتنازل عنه”، لأنه وليد حاجة ملحة وليس اختيارا مزاجيا.

كما سئم السكان تناثر الحجارة فوق رؤوسهم كلما هبت رياح قوية أو تساقطت الأمطار. وtلانتقال إلى مكان بديل ينأى بهم عن مخاطر الموت تحت الركام، هو ما يصبون إليه بحماس.

.