قرى تونفيت تدعو لتوفير الأدوية بالمستوصفات قبل حلول الشتاء

يتطلع سكان الدواوير الواقعة بمنطقة تونفيت التابعة لميدلت، إلى توفير الأدوية بعدد من المستوصفات في القرى، قبل حلول فصل الشتاء، وانغلاق الطرقات والمسالك بالثلوج.

وتهم هذه المراكز الاستشفائية كل من مستشفى تونفيت، ثم مستوصف أنفكو الذي يبعد عن مركز تونفيت بحوالي 70 كيلومتر، ومستوصف أكديم، الذي يبعد عن تونفيت بحوالي 25 كيلومتر، ومستوصف تيقاجوين الذي يبعد بدوره عن تونفيت بحوالي بحوالي 28 كيلومتر، ومستوصف بسيدي يحيى يوسف، البعيد عن تونفيت بحوالي 24 كيلومتر، يفيد محمد محروشة، رئيس جمعية “إست غرغور للتنمية والتضامن”، موقع “مشاهد 24”.

ويضيف محروشة، أن سكان الدواير النائية، يحتاجون بشكل كبير لأدوية الأطفال، الخاصة بالزكام، إلى جانب المضادات الحيوية، كلما تهاطلت الأمطار وصاحبتها التساقطات الثلجية.

كما ذكر المصدر ذاته، أن المنطقة تشهد كل سنة مع موجات البرد القارس مع كل فصل شتاء، في ظل هشاشة آليات التدفئة وضعف الإمكانيات المادية، وارتفاع الحاجة إلى موارد معيشية، حيث يعاني السكان ثقل العوز الذي لا يشجعهم على تحمل قساوة المناخ في كنف دواوير غالبا ما تنعزل وحدها بفعل التساقطات الثلجية.

يجد سكان الدواوير النائية أنفسهم مجبرين على تحمل وزر البرد القارس سنويا، دون أن يلامسوا تغييرا في واقعهم المتردي، ماعدا اجترار المعاناة نفسها.

كما يعتبر هؤلاء أن إبقائهم في وضع اجتماعي تنقصه جميع ضروريات الحياة، في قلب منطقة جغرافية محاصرة بالثلوج والبرد، أمرا شاقا للغاية، فلا مجال للشغل وتوفير لقمة العيش اليومي، سوى اعتماد الخبز والزيت بالنسبة للعديد من الأسر المعوزة، يروي المصدر نفسه.

وفي هذا الصدد، يتطوع بعض الفاعلين الجمعويين لتخفيف المعاناة الاجتماعية والصحية والنفسية للسكان، باتخاذ زمام المبادرة في حل مشاكلهم عبر تسليط الضوء على حجم معاناتهم اليومية مع حدة البرد وضعف موارد العيش، غير أن محاولات الجمعيات المدنية لا تأتي بنتائج مرضية، بحكم أن الجمعيات ذاتها لا تملك السبيل إلى الحلول.

في السياق ذاته، فإن السكان كثيرا ما يعبرون عن استيائهم من إبقائهم في وضع اجتماعي تنقصه جميع ضروريات الحياة، رغم المحاولات المتواضعة لبعض الجمعيات المدنية بالمنطقة في التعريف بمشاكل السكان وإكراهات العيش وسط بقعة جغرافية تطوقها الثلوج في كثير من الأحيان وتكرس لديهم الشعور بالفراغ، يقول المصدر نفسه.

كما تعيش الدواوير نقصا كبيرا في المساعدات عند حلول فصل الشتاء مثل قرية “أنمزي” و”تيميشا” و”تامالوت”، التي لا تتوصل ببعض الخدمات الطبية والصحية، وكذا بعض المساعدات الغذائية والملابس الشتوية، في حين أن واقع هذه القرى يكشف عن نفسه عبر مشاهد الثلوج المتراكمة على أسقف البيوت الصغيرة، وانسداد بعض الممرات على نحو يعيق تنقل السكان في أرجاء القرى، بالإضافة إلى الهدوء الذي يكتسح فضاءها لغياب أنشطة اجتماعية ورياضية وغيرها يمكن أن تكسر الرتابة عنهم، يصف محروشة، لموقع مشاهد 24″.

يشار إلى أن منطقة تونفيت تتموقع في السلسلتين الجبليتين، العياشي3757 مترا، والمعسكر بعلو 3277 مترا، فرضت على أهل القرى التعايش مع مناخ شديد البرودة، وواقع معيشي محدود الإمكانيات.