الرئيسية / رمضان كريم / سكان القصيبة يلجأون لمصطاف “تاغبالوت” في رمضان رغم غياب التهيئة
مصطاف تاغبالوت

سكان القصيبة يلجأون لمصطاف “تاغبالوت” في رمضان رغم غياب التهيئة

لا يتوانى سكان مدينة القصيبة بإقليم بني ملال، عن ارتياد مصطاف تاغبالوت، الممتد على مساحة 7 هكتارات، باعتباره المتنفس الطبيعي الوحيد لسكان المدينة والمناطق المجاورة، وإن كان المصطاف يعاني جملة مشاكل، خربت أجزاء مهمة منه، في حين يضم مخيمات تصنف الأولى على الصعيد الوطني.

إن الإقرار بالغنى الطبيعي والبيئي لمصطاف تاغبالوت مؤكد لدى سكان مدينة القصيبة والزائرين، حتى وإن اعترته بعض المشاكل التي شوشت على جماليته، وأثرت على مكوناته الطبيعية.
فـ”تاغبالوت” مصطاف طبيعي يقود إلى “اليقين بقيمة الطبيعة في حياة الفرد”، فهو منطقة طبيعية مهمة ونقطة بداية للرحلات الجبلية في اتجاه إملشيل الذي يقام به موسم الخطوبة.

فسكان مدينة القصيبة، يجدون خلال شهر رمضان، في منتجع “تاغبالوت” ملاذا حقيقيا، لصرف الروتين اليومي، وتبديد الإحساس بوقع الحرارة، خاصة أن المنتجع يتميز بوجود أشجار الصفصاف الكثيرة، تلقي بظلالها على الأسرة التي تفضل افتراش الأرض والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الساكنة، فيما آخرون يفضلون ممارسة الرياضة، في ربوع هذا المصطاف، بمنأى عن ضجيج وفوضى المدينة، حسب إفادة فاعل جمعوي، لـ”مشاهد 24″.

كما يشكل المدار السياحي لتاغبالوت، قبلة للزوار الذين تستهويهم خصائص الطبيعة، وخضرة الفضاء، وتدفق المياه العذبة، والهواء العليل، ليشهد حركية كبيرة تنجم عن تدفق الزائرين عليه منذ الصباح الباكر، خاصة في عطلة الأسبوع، لحجز مواقع مريحة تحت أشجار الصفصاف الوارفة الظلال.

فيما يوجد في أعلى المصطاف مجموعة من المخيمات، التي زادت من أهميته كمنتجع سياحي جبلي، مثل المخيم الخاص بالقوات المساعدة، و مخيم آخر تابع لبريد المغرب، ويبقى أهمها مخيم بئر الوطن، الذي يستمد اسمه من بئر قام الوطنيون بحفرها بأيدهم، إذ استعملت هذه البئر لتعذيب المقاومين والمناضلين من طرف المستعمر، تروي الكاتبة ليلى أبوزيد في رواية رجوع إلى الطفولة: “وجمعهم النصراني وأمرهم بحفر بئر في تاغبالوت، سماها الأمازيغ بئر الوطنين ما تزال هناك”.

من جهة أخرى، وإلى حدود سنوات التسعينيات، كان المصطاف ينفرد بمقومات طبيعية خاصة ومثيرة، و”شاليهات” الخشب المصممة على النمط الأوربي، وعيون الماء التي لا تنضب، ما جعلها خزانا كبيرا للماء تستفيد منه المنطقة في مجموعة من المجالات، بالإضافة للدور الذي تلعبه في تنشيط اقتصاد المدينة، وفي الوقت نفسه تعزيز دور السياحة الجبلية بالجهة، يقول أحد سكان المنطقة.

ويسجل سكان المنطقة تباطؤ الأشغال التي تهم توفير التجهيزات الضرورية من إنارة وحدائق و بناء الواد لحماية المنطقة من خطر الفيضانات، وأيضا بناء محلات تجارية لفائدة 30 شخصا من حاملي المشاريع المدرة للدخل، في وقت ترى جمعيات مدنية أن هذه الأشغال ألحقت الضرر، بمصطاف “تاغبالوت”، دفع السكان إلى تغيير وجهتهم نحو زاوية الشيخ وإفران، ما قاد إلى تراجع عدد الوافدين عليه، مقارنة مع السنوات الماضية.