بدأ ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الاثنين، جولة دبلوماسية على أعلى مستوى ستقوده إلى عدد من عواصم الدول الكبرى، وذلك لإجراء مباحثات واتصالات مكثفة من أجل تنبيه القوى الدولية إلى خطورة ما تقوم به جبهة البوليساريو الانفصالية فوق الأراضي المشمولة بنزع السلاح.
وقبل حلوله بالولايات المتحدة يوم غد الثلاثاء، سيزور بوريطة، مساء اليوم الاثنين، العاصمة الفرنسية باريس، حيث سيلتقي بنظيره الفرنسي جون إيف لودريان.
ومن المرتقب أن يعبر بوريطة خلال هذا اللقاء عن قلق المغرب إزاء التطورات الحاصلة بالشريط العازل، خصوصا وأن فرنسا تحظى بعضوية دائمة في مجلس الأمن وسبق لها أن أشهرت حق “الفيتو” ضد قرارات معادية للمملكة المغربية.
وتشكل هذه التحركات الخطيرة التي تمارسها البوليساريو خرقا مباشرا للاتفاقات العسكرية، وتحديا وتهديدا لوقف إطلاق النار، ومساسا خطيرا بالاستقرار الإقليمي.
ومن المرتقب أن يلتقي المسؤول المغربي فيما بعد مجموعة من المسؤولين الأمريكيين لفضح تجاوزات الانفصاليين، وذلك عندما يحل بوريطة بالولايات المتحدة الأمريكية لتنبيهها إلى خطورة ما تقوم به جبهة البوليساريو بالجدار الأمني الدفاعي.
وأُحدث الجدار الأمني الدفاعي، الذي رسم بين سنتي 1986 و1990 بتنسيق وبتشاور مع القوى الكبرى، من أجل “تجنب مواجهة مباشرة بين الجيشين المغربي والجزائري، وتم في هذا الإطار تحديدا ترك هذه المنطقة خالية من أي وجود عسكري أو مدني”.
وبين سنتي 1981 و1991، وحتى بعد بناء هذا الجدار الأمني، ظلت القوات المسلحة الملكية حاضرة في هذه المنطقة، وانسحبت عشية وقف إطلاق النار في شتنبر 1991 خلف هذا الجدار لتمكين الأمم المتحدة من إقامة منظومتها الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار.