بعد التحذير الصارم الذي وجهته الدبلوماسية المغربية إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إثر تجاوز عناصر جبهة البوليساريو الإنفصالية منطقة منزوعة السلاح في الحدود، تطورت الأحداث في قضية الصحراء المغربية بشكل متسارع خلال الساعات الماضية.
ولوّح المغرب إلى احتمالية المواجهة العسكرية ضد “عصابات البوليساريو” كي تعود الأمور إلى نصابها في المناطق المشمولة بنزع السلاح.
وفي هذا الصدد بعث السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، رسالة شديدة اللهجة إلى غوستافو ميازا كوادرا، رئيس مجلس الأمن، ضمنها الموقف الرسمي للمملكة من تحركات البوليساريو، ولم يستبعد فيها خيار المواجهة العسكرية في الصحراء.
واستأثر هذا التطور المفاجئ باهتمام المتابعين للملف الشائك في المنطقة؛ ما جعلهم يطرحون مجموعة من التساؤلات، أهمها، هل ستنشب حرب ضروس بين المغرب والبوليساريو؟
ويرى عبد الفتاح الحيداوي، المحلل السياسي، في تصريح لـ مشاهد24، أن المغرب لن يتسرع في خوض أي معركة ميدانية ضد عصابات البوليساريو، بل سيحاول سلك طريق الدبلوماسية الجادة عبر بوابة المؤسسات الدولية، مشيراً إلى أن هناك جهات تتمنى أن يدخل المغرب في حرب ضروس حتى يعيش الفوضى والانفلات الأمني على غرار باقي دول الجوار.
واعتبر الحيداوي، أن “الاستنفار العسكري هو مجرد خطة استباقية من طرف المملكة المغربية لتأمين حدودها، وحماية الأمن في الصحراء، خصوصًا وأن هذه المنطقة الحساسة قد تشهد تسلل المتطرفين”.
وبحسب تقارير صحفية، فقد حرك الجيش المغربي خلال الساعات الماضية مروحياته وأسلحته الثقيلة صوب منطقتي “بير الحلو” وتيفاريتي”، رداً على استفزازات جبهة البوليساريو، والتي قامت بتشييد خيام في الشريط العازل، وحشدت بعض عناصرها في المنطقة الحدودية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع قليلة من تقديم هورست كولر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، لتقريره أمام مجلس الأمن حول النزاع بين المغرب وجبهة “البوليساريو”.
وفي وقت سابق قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إن الاستفزازات المتكررة التي تقوم بها عناصر جبهة البوليساريو شرق الجدار الأمني، تعتبر “تطورات خطيرة للغاية”.
وأضاف بوريطة، في لقاء مع الصحافة الوطنية والدولية، أمس الأحد بالرباط، أن “هذه التطورات الخطيرة تشكل خرقا مباشرا للاتفاقات العسكرية، وتحديا وتهديدا لوقف إطلاق النار، ومساسا خطيرا بالاستقرار الإقليمي”، مشددا على أن “المغرب، بشكل واضح جدا، لن يتسامح مع أي تغيير للوضع القانوني والتاريخي والحقيقي لهذه المنطقة”.