سيتوجه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، صحبة وفد مغربي رفيع المستوى إلى مدينة لشبونة البرتغالية، يوم الثلاثاء المقبل، لإجراء مناقشات ثنائية مع هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد، قال سعد ناصر، الأكاديمي والمحلل السياسي، إن المغرب سيجلس على طاولة النقاش والمفاوضات مع هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، “بشروط، لأن كل الحيثيات الداخلية والخارجية في صالح المملكة”.
وفي تحليله للمعطيات الراهنية، أضاف ناصر في تصريح لـ مشاهد24، أنه ليس هناك ما يجبر المغرب على التفاوض تحت الضغط في ملف الصحراء، ولكنه سيتفاوض بشروطه الخاصة وهو ما أكده بيان وزارة الخارجية أمس الجمعة، حيث أشار إلى أن الوفد المغربي ستُوجهه خلال هذا اللقاء الثنائي أسس الموقف الوطني كما تم التأكيد عليها في الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ 42 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2017.
وكان العاهل المغربي قد أكد في خطابه، أن “لا حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، وأيضاً الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة”.
ويعتقد المحلل السياسي، أن المملكة المغربية لن تتنازل عن مغربية الصحراء مهما كلّف الثمن، علما أن أعلى سلطة في البلاد وهو الملك محمد السادس، شدد في خطابه بمناسبة الذكرى الـ 42 للمسيرة الخضراء، على أن “لا حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي”. وهو أقصى ما يمكن أن تقوم به المملكة تجاه هذا الملف الحساس.
ويعتبر المتحدث، أن المشاريع التنموية التي أطلقها العاهل المغربي، مؤخرا، بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي كلفت ملايير الدولارات، هي رسالة واضحة للمنتظم الدولي، مفادها أن “هناك إرادة قوية وعمل جاد لتفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وتعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي”.
هذا، وحسب المعطيات التي كشفتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أمس الجمعة، فإن العاصمة البرتغالية، ستشهد خلال الأسبوع المقبل، مناقشات ثنائية، بين بوريطة والوفد المرافق له، وبين كوهلر، حول ملف الصحراء.
ويرتقب أن يحل كل من بوريطة، وعمر هلال السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، وحمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، يوم 6 مارس الحالي، بالبرتغال.
ويتجه المغرب في هذا اللقاء التشاوري إلى جس نبض المبعوث الأممي حول تصوره لحل نزاع الصحراء، خصوصا أنه راكم الكثير من المعطيات بعد لقاءاته الأخيرة مع القادة الأفارقة والأوروبيين.