أثار عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، زوبعة سياسية غير مسبوقة في حكومة سعد الدين العثماني، بسبب تصريحاته “النارية” في مؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية، السبت الماضي.
ورغم رسائل الود التي بعثها العثماني إلى زعماء الأغلبية في الاجتماع الحكومي الذي انعقد أول أمس الخميس، إلا أن هؤلاء الزعماء عبّروا عن حنقهم وانزعاجهم الشديد من تصريحات بنكيران، والتي وصفوها بـ “غير المسؤولة”، خلال اجتماع الأغلبية والذي عُقد ليلة الخميس – الجمعة.
مصادر مقربة من رئيس الحكومة أسرت لـ مشاهد24، أن أغلب زعماء الأغلبية وتحديداً قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، عبّروا عن أسفهم الشديد من تصريحات بنكيران، معتبرين أن الهدف منها هو “إضعاف الحكومة ليس إلاّ”.
وأضافت المصادر، أن تصريحات بنكيران الأخيرة “خلقت أزمة كبيرة داخل الأغلبية الحكومية”.
من جانبه، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لـ مشاهد24، إن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، سيكشف النقاب عن موقف الأغلبية الحكومية من تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية. مؤكداً أن اجتماع الأغلبية “مر في جو ممتاز، ولقد كلفنا رئيس الحكومة بأن يتكلم في الموضوع”.
وكان عبد الإله بنكيران، قد وجه رسائل سياسية قوية إلى بعض زعماء الأغلبية وعلى الخصوص عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار وزير الفلاحة والصيد البحري، حيث قال له ساخراً: “إذا أراد أخنوش أن يفوز بالانتخابات المقبلة كما يدعي، ليس لدي أي مانع، لكن عليه أن يقول لنا من هي الشوافة التي قالت له هذا الأمر”.
وزاد متسائلا “كيف ظهرت بين عشية وضحاها كزعيم وتريد أن تحل جميع مشاكل المغرب؟”. قبل أن يردف “زواج المال والسلطة خطر على الدولة”.
وهاجم بنكيران، أيضاً في مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية، موقف حزب الاتحاد الاشتراكي من “تقاعد البرلمانيين”، واصفاً اعتراضه على مقترح إلغاء نظام معاشات البرلمانيين بالعمل “البلطجي”، قبل أن يسخر من زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي قائلا: “لا يمكن أن يفرض حزب اُدخل إلى الحكومة بالقوة وأكملوا له فريقه بمجلس النواب أن يضع علينا شروطه”.
ويرى سعد ناصر، المحلل السياسي في تصريح لـ مشاهد24، أن تصريحات بنكيران الأخيرة فيها تهديد مبطن للأغلبية الحكومية، وأيضا محاولة لفرض ذاته في الساحة السياسية والتي غاب عنها بإرادته الخاصة.
وزاد المحلل السياسي موضحاً، أن هذه التصريحات النارية ليست بالغريبة عن رجل يتقن الخطاب في المنابر السياسية الهامة، وبالتالي “مهاجمته لعزيز أخنوش ولإدريس لشكر أمام أنظار العثماني بالتحديد خلال مؤتمر الشبيبة دليل على أن غصة الإعفاء الذي تعرض له بنكيران في السابق هو جرح لم يتداوى منه بعد”.
ويعتقد المتحدث، أن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، ربما ينوي خلق تقاطب جديد في الساحة السياسية المغربية مع حزب التجمع الوطني للأحرار، بعدما أحدثه في السابق مع حزب الأصالة والمعاصرة. مشيراً إلى أن موقف العثماني حاليا “ليس بالسهل، فهو أمام معادلة صعبة تتمثل في المحافظة على تماسك الأغلبية من جهة، ومن جهة ثانية إخماد بركان بنكيران”.