أكد الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي والباحث والمحلل السياسي، أن انتخاب المغرب، في أديس أبابا، عضوًا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، لمدة سنتين قابلة للتجديد، هو “تحصيل حاصل لنجاح الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس في القارة الإفريقية”.
وأضاف الكنبوري في تصريح خاص لـ مشاهد24، أن وصول المملكة إلى هذا المجلس، من “شأنه أن يضايق الجزائر بشكل خاص وباقي الدول التي تشبثت إلى آخر دقيقة برفض انضمام المغرب إلى هذا المجلس”، مشيرًا إلى أن الجزائر، “ظلت منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، تفرض “الفيتو” ضد التحاق المغرب بعدد من التجمعات الإقليمية الخاصة بالأمن ومحاربة الإرهاب رغم أن الرهانات واحدة”.
وفي تحليه للعوامل التي قادت المغرب إلى هذا المجلس الذي يُعنى بالسلم والأمن – يرى المحلل السياسي – أن “خبرة ومهارة وجاهزية الأجهزة الأمنية المغربية في مجال محاربة الإرهاب واستباق التهديدات الإرهابية، منح للبلاد سمعة تتجاوز الحدود، والدول الإفريقية من دون شك ستستفيد من تجربة المغرب مادام أصبح عضواً بارزاً في مجلس السلم والأمن”.
وأضاف المتحدث، أن المغرب أظهر أيضا للعالم مجهوداته في نشر قيم السلم والتسامح، وعزمه على محاربة الأفكار المتشددة التي تؤدي إلى التطرف، عن طريق نشر تعاليم الإسلام الوسطي وقيمه التي تدعو إلى التسامح والاعتدال.
وأكد الخبير السياسي المغربي، أن المقاربة الأمنية بإفريقيا ضعيفة جداً، “فحتى إلى يومنا هذا لم يُخلق إطار أمني شمولي بالمنطقة لمكافحة الإرهاب بشكل جماعي، في ظل تناسل جماعات متطرفة بمنطقة الساحل والصحراء، والمغرب سيحاول تقديم قدراته للأفارقة لمحو الكيانات المتطرفة”.
ويعتقد الدكتور الكنبوري، أن المغرب سيطرح في هذا المجلس قضيته الأولى وهي الوحدة الترابية للبلاد، وأيضا الاستفزازات التي تمارسها ميلشيات جبهة البوليساريو الانفصالية بمنطقة الكركارات، في ظل تأكيد مجموعة من التقارير الدولية على أن هذه الدولة “الوهمية” لها علاقات قوية بتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل.
وأشار المحلل السياسي في تصريحه إلى أن بعض أفراد البوليساريو قد التحقوا فعلاً بهذه التنظيمات الإرهابية الخطيرة، وبالتالي “سيستغل المغرب تواجده بهذا المجلس لإبراز خطورة هذه الجبهة على استقرار المنطقة برمتها وفضح مخططاتها أمام دول القارة الإفريقية، وهو ما سيخلط أوراق البوليساريو وكذا صنيعتها الجزائر”.
هذا، وتم انتخاب المغرب، اليوم الجمعة، في أديس أبابا، عضوًا في مجلس السلم والأمن للاتحاد ضمن 10 أعضاء جدد بالمجلس من مجموع 15 عضواً، لمدة سنتين، نظرا لانتهاء ولاية الأعضاء السابقين يوم 31 يناير الجاري.
وفاز المغرب، الذي كان المرشح الوحيد عن منطقة شمال إفريقيا، بالعضوية لمدة سنتين قابلة للتجديد، بعد حصوله على 39 صوتا، مقابل امتناع 16 دولة إفريقية.
وجرى الانتخاب خلال أشغال الدورة العادية 32 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، التي بدأت أمس الخميس، وذلك استعداداً للقمة الإفريقية 30، المقررة يومي 28 و29 يناير الحالي.
وفي هذا الصدد، قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في تصريح للصحافة، إن انتخاب المغرب هو “اعتراف بعمل الملك محمد السادس في القارة الإفريقية، وبمساهمات المملكة في حفظ السلام الإفريقي”.