مرور 20 سنة على إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر.. ولاتغيير في موقف حكام قصر المرادية

بوشعيب الضبار
سياسة
بوشعيب الضبار26 أغسطس 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
مرور 20 سنة على إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر.. ولاتغيير في موقف حكام قصر المرادية
57029735bcdf3a558f6912d220d72633 - مشاهد 24

تحل  هذه الأيام ذكرى سيئة في تاريخ العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، وذلك بمناسبة مرور  20 سنة على إغلاق الحدود بينهما،  عقب الهجوم على فندق من خمس نجوم  في مدينة  مراكش، عاصمة السياحة في المملكة، اسمه ” أطلس اسني”، من طرف مجموعة من الشباب الجزائريين والمغاربة،  وهو الحادث المؤلم والمؤسف جدا، الذي ترتب عنه توجيه الاتهام إلى الجزائر من طرف الراحل  ادريس البصري، وزير الداخلية آنذاك، إلى مخابرات الجزائر بوقوفها وراء الاعتداء على مؤسسة سياحية في المدينة الحمراء، لضرب عصفورين بحجر واحد: زعزعة استقرار البلد، وضرب الاقتصاد من خلال المساس بسمعة السياحة.
أجواء من الرعب والخوف سيطرت آنذاك على هذه المدينة التاريخية، خصوصا بعد سريان اخبار عن مقتل سياح اجانب، في غالبيتهم من الجارة اسبانيا، كانوا ضيوفا على المغرب، في رحلة بين معالمه الحضارية قبل أن يجدوا أنفسهم  عرضة للموت بدون رحمة ولا شفقة.
لقد مر حتى الآن عقدان من الزمن على ذلك الحادث المشؤوم التي كانت له تداعيات مباشرة على العلاقات بين المغرب والجزائر، وعلى المنطقة المغاربية بكاملها، مما أدى إلى تعثر  قطار اتحاد المغرب وإصابته بالجمود، رغم كل المحاولات التي بذلت من أجل زحزحته للدفع به إلى الأمام، تجنبا لمزيد من الخسائر الاقتصادية الناتجة عن غياب التكامل والاندماج بين الدول الخمس.
ولتدارك ذلك، وحفاظا على علاقات حسن الجوار، لم يفوت المغرب أية فرصة لتوجيه الدعوة تلو الدعوة إلى الجارة الجزائر،  من أجل فتح الحدود بين البلدين من أجل ضمان انسيابية الحركة بين البلدين، لما في ذلك من مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية وشعبية للطرفين، لكن تلك الدعوات، مع كامل الأسف الشديد، بقيت مثل صيحة في واد ونفخة في رماد، لعدم تجاوب حكام قصر المرادية مع هذه النداءات، بل انهم أمعنوا في تصرفاتهم، لدرجة تدعو إلى الدهشة والاندهاش، في معاكسة المغرب ومناوشته واستفزازه في المنتديات الدولية في معالجة قضية وحدته الترابية، وهو البلد الذي وقف بالأمس إلى جانب أشقائه الجزائريين في معركة التحرير والانعتاق من الاحتلال الفرنسي.
وحتى الآن، لاتبدو  أية مؤشرات قد تدفع بالجزائر إلى التراجع عن موقفها المتصلب بشأن ملف الحدود بين البلدين، مادامت تتمسك دائما بمطالب تعجيزية، ووتتذرع بمبررات واهية من أجل إبقاء الوضع على ماهو عليه، في معاندة مكشوفة لطموحات الشعبين الشقيقين، الذين تربط بينهما أواصر الجوار، والتاريخ المشترك،  ويتطلعان بكل شوق إلى اليوم الذي تشرق فيه الشمس، وقد عادت الحياة إلى طبيعتها في منطقة زوج بغال، وغيرها من المعابر الحدودية  التي يشكل إغلاقها حجر عثرة في طريق النمو الاقتصادي والرواج التجاري والازدهار السياحي والتعايش السلمي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق