وقع ثلة من الإعلاميين والأكاديميين والسياسيين المغاربة، عريضة موجهة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يطالبونه فيها بإلغاء زيارة الرئيس السوداني، عمر حسن البشير إلى المملكة المغربية.
وقالت عائشة البصري، الناطقة الرسمية السابقة باسم بعثة الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور، وأول مغربية موقعة على العريضة المذكورة، في تصريح خاص لـ مشاهد24، إن عمر البشير ليس برئيس دولة طبيعي، “لأن الفظائع التي ارتكبها نظامه في حق المدنيين لا تقل بشاعة عن جرائم بشار الأسد، الذي أصبح يُضرب به المثل في القتل والدمار الشامل”.
واستطردت البصري، “تاريخ الرئيس السوداني حافل بالمذابح الجماعية، منذ أن وصل سدة الحكم عبر انقلاب عسكري قاده عام 1989 ضد حكومة منتخبة ديمقراطياً كان يرأسها الصادق المهدي”.
وأضافت قائلة: “عريضتنا الموجهة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، نؤكد عبرها أن يد البشير التي سيصافحها المسؤولون المغاربة ملطخة بدماء الأبرياء وهو أول من اعترف بذلك”. مشيرة إلى أن “جرائم العنصرية التي راح ضحيتها أزيد من ثلاثة مائة ألف مدني في دارفور، معظمهم من قبائل الفور والزغاوة والمساليت المسلمة وغير العربية، والتي شردت وهجرت الملايين ثم مزقت النسيج الاجتماعي السوداني بين قبائل وأعراق تمازجت وتزاوجت منذ مئات السنين”.
وأكدت المسؤولة الأممية السابقة، أن هذه العريضة “لن تنعكس سلبا على مصالح المغرب وعلاقاته الاستراتيجية، لأنه ليس في صالحه أن يجالس أناس لهم تاريخ حافل في الاغتصاب والقتل والتهجير القسري”، مؤكدة أن “مجال المال والأعمال له ضوابط أخلاقية خاصة، والمغرب لا يعول على هذه النوعية من الزيارات التي لن تضيف له أي منفعة”.
وشددت المتحدثة، أن أصحاب العريضة لم يتلقوا بعد أي جواب من حكومة سعد الدين العثماني، مشيرة إلى أن عدد من الشخصيات المغربية وقعت عليها لمنع هذه الزيارة.
وبرر أصحاب هذه العريضة موقفهم لكون الرئيس السوداني مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت في حقه مذكرتي توقيف سنتي 2009 و2010، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتنظيم إبادة جماعية وفظائع أخرى في إقليم دارفور، غرب السودان.
وطالب جل الموقعين على هذه العريضة، الحكومة المغربية، برفض استضافة عمر البشير، واصفين إياه بـ”الدكتاتور الهمجي” الهارب من العدالة الدولية.