قام سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، باستنفار وزراء حكومته، خلال أشغال المجلس الحكومي، الذي انعقد اليوم الخميس، لأجل التوجه إلى جهة بني ملال خنيفرة، الأسبوع المقبل، قصد متابعة المشاريع التنموية بها وتسريع إنجازها، لتفادي تكرار سيناريو مدينة الحسيمة.
وأكد محمد أوحمي، منتخب سابق بالجهة، والذي كان يشغل أيضا منصب مستشار جماعي بجماعة أفورار بذات الجهة، في تصريح لـ مشاهد24، أن اختيار العثماني لجهة بني ملال خنيفرة، لم يأت من فراغ “فهذه الجهة الغنية بمواردها الفلاحية والطبيعية والسياحية، تعاني من البطالة والحيف والمشاكل الاجتماعية، وتعثر بعض المشاريع الإستراتيجية وفي مقدمتها مطار أولاد يعيش ببني ملال”.
وأضاف أوحمي، أن الملك محمد السادس، قام في الـ11 أبريل سنة 2010، بإعطاء الضوء الأخضر لاستكمال المطار المذكور، والذي اُعتبر حينها من ضمن المشاريع الكبرى المهيكلة للتنمية بالجهة، لأجل فك العزلة الجوية عن المنطقة، من خلال رحلات دولية وداخلية، خاصة وأن المنطقة تعرف نسبة كبيرة من أبناء الجالية المغربية بديار المهجر، والتي تشكل حوالي 42 % من مجموع الرحلات إلى إيطاليا، وبالتالي “كان سيكون كفيلا بخلق دينامية جديدة لتأهيل اقتصادها وسياحتها، وكذا لتسهيل عملية تنقل المغاربة المقيمين بالخارج، غير أن كل هذه المخططات لم تخرج إلى الوجود”.
واستطرد المتحدث، أن المهاجرين المغاربة أبناء الجهة يعانون كثيرا، في ظل عدم اشتغال المطار بالكيفية التي خُطط لها، ففي بعض الأحيان لا يجدون الطائرات لنقلهم، وغالبا ما تشوب الرحالات عراقيل كبيرة، حيث توقفت خدماته قبل شهر، كما أن عدم توسيعه ليشمل رحلات مجموعة من الدول، وغلاء التذكرة، من بين النقط الأساسية التي وجب التركيز عليها من طرف الحكومة.
كما ناشد المنتخب السابق بالجهة، حكومة العثماني، بضرورة تقوية الشبكة الطرقية بين الأقاليم والجهة، وأيضا بين الجماعات والإقليم الواحد، وبين الجماعات نفسها، كما يجب إعادة النظر في بعض القناطر التي اُنجزت في الحقبة الاستعمارية.
أما فيما يخص الشق الاجتماعي، فأكد أوحمي، أن حكومة العثماني مجبرة على إصلاح وضعية القطاع الصحي بالجهة، إذ تفتقر جهة بني ملال خنيفرة، لمستشفى جهوي بمواصفات عالية، كما تعاني من غياب التجهيزات الضرورية والموارد البشرية الكافية، كما أن المستوصفات والمراكز الصحية، ومستشفيات القرب، والمستشفيات الاقليمية، تعيش نفس المعاناة، بل إن بعضها بدون أطباء.
أما في قطاع التعليم، يردف المتحدث، “فإنه بات هو الآخر يحتضر لعدم استقرار الأسرة التعليمية به، وتكديسه بالأساتدة المتعاقدين وأزيلال نمودجا على ذلك”.
وشدد المستشار الجماعي السابق، أنه باعتبار جهة بني ملال- خنيفرة، جهة فلاحية بامتياز فإن فلاحيها منهم من لا يعرف معنى للمغرب الأخضر، ولم يستفيدوا من خدماته.
وأكد أوحيمي، أن مخطط المغرب الأخضر، فشل في أعالي الجبال بالجهة، حيث تم غرس آلاف الهكتارات من سلاسل الزيتون وبعد مرور سنوات، “المقاولات المكلفة بالسقي، رفعت يدها عن السقي كما هو منصوص في دفتر التحملات، ومصيرها بات رهينا بالتغيرات المناخية”.
وعن القطاع السياحي، يضيف المسؤول الجماعي السابق، فإن المنطقة غنية بالمؤهلات السياحية، إلا أنها لحد الساعة لم تلمس مساهمة اقتصادية توازي قيمتها.
وطالب أوحيمي، من الوزيرة شرفات أفيلال، أن وضع استراتيجية مائية خاصة بالجهة، في ظل تراجع الفرشة المائية.