أظهرت الجزائر، منذ بدء الاحتجاجات في الحسيمة، عداءها الدفين والدائم للمغرب، في مناورة جديدة منها لإبعاد أنظار الرأي العام الجزائري وأيضا الدولي عن المشاكل الحقيقة التي تتخبط فيها البلاد.
وكان الكاتب الصحفي الجزائري، حفيظ بوقرة، شن، أخيرا، هجوما عنيفا على نظام بلاده، مستنكرا تدخل الجزائر في دعم مظاهرات “حراك” الريف، ولافتا الأنظار إلى أن الجزائر استضافت نشطاء الريف بأوروبا المعروفين، ودعمتهم بالمال لتنفيذ احتجاجاتهم، وخلق حالة من الفوضى بالمغرب.
وتسعى الجزائر، بمناوراتها البئيسة هذه، تأجيج الوضع وصب الزيت على النار، حتى تتحول أنظار الجزائريين والعالم صوب المغرب، وتغفل، ولو لبضعة أسابيع، الوضع الكارثي، الذي تعيشه البلاد في ظل حكم رئيس حالته الصحية جد حرجة، بالإضافة إلى أزمة الهوية، التي تعاني منها منطقة القبايل، والتي يمكن أن تنفجر في أي وقت.
ففي يوم 14 من شهر يونيو الجاري، تحولت مسيرة سلمية حاشدة، في بلدة ازازكا قرب تيزي وزو، معقل الحراك المطالب بالاستقلال الذاتي لمنطقة القبايل، إلى قمع دموي. وتعرض المتظاهرون والنشطاء الحقوقيون، الذين خرجوا للتظاهر في ذكرى أحداث الربيع الأسود لسنة 2001، للتعنيف من طرف سلطات القمع الجزائرية.
وشهدت مظاهرة أخرى، نظمت في بلدية “أربعاء نايث إيراثن” التابعة لولاية تيزي وزو، ليلة 14 – 15 من شهر يونيو الجاري، تعنيفا للمتظاهرين المطالبين باستقلال منطقة القبايل، في حين تم التعتيم على عدد الضحايا، الذين سقطوا إثر التدخل العنيف لسلطات القمع الجزائرية.
وبات واضحا أن الجزائر، بتدخلها في “حراك” الريف تريد تحويل أنظار المواطن الجزائري والرأي العام الدولي، عن هذه الخروقات التي ترتكبها السلطات الجزائرية في مجال حقوق الانسان، وأيضا عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، التي جعلت حياة المواطن الجزائري تدخل في نفق مسدود.
ويوضح الكاتب الصحفي الجزائري، حفيظ بوقرة، أن الدور الجزائري في ما يسمى بـ”حراك” الريف، ينكشف عبر الخروج الإعلامي المتحيز الباحث عن منفد له بالمغرب قصد تشكيل معارضة للنظام السياسي المغربي في الشمال، بعدما نجح في خلقها في الجنوب (البوليساريو)، “لكن التشابه بين المعارضتين يكمن في أطروحة الإنفصال الواضحة في الجنوب، والمغلفة بمطالب اجتماعية في الشمال”.
وفي يوم 13 من شهر يونيو الجاري، قامت الجزائر بالتحريض على أعمال احتجاجية تحت حجة التضامن مع احتجاجات الحسيمة، غير أنه خلال هذه التظاهرة، تم رفع أعلام جزائرية بدل الأعلام الأمازيغية، ما فضح تورط الأجهزة الجزائرية وتدخلها في التظاهرة.
وذهبت الجزائر، في حربها الدنيئة ضد المغرب، إلى تشكيل لجنة دعم لحراك الحسيمة، وتوجيه رسالة مفتوحة من طرف جهات وهمية وشخصيات جزائرية مدعومة من قبل الاستخبارات الجزائرية إلى الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، قبيل زيارته للمغرب، في محاولة يائسة للتأثير على العلاقات الجيدة التي تجمع البلدين.
ويظهر تدخل الجزائر في الشؤون الداخلية للمغرب جليا من خلال التعاطي “المتحمس” للإعلام الجزائري، الذي نصب نفسه ناطقا رسميا باسم “حراك” الريف، في الوقت الذي كان عليه القيام بمهمته الإعلامية وفضح ما يقع من فضائح وتجاوزات في عقر داره.