الرئيسية / سياسة / وصف وسيطا أمميا باللقيط … شبهات حول والد انتحاري “مانشيستر”
سلمان العبيدي

وصف وسيطا أمميا باللقيط … شبهات حول والد انتحاري “مانشيستر”

تكشف التحريات الأمنية الأولية التي تجريها السلطات البريطانية مزيدا من الحقائق عن خلفيات  ودوافع الحادث ألإرهابي الذي أودى بحياة 22 ضحية كانوا حاضرين في حفل موسيقي أحيته المغنية الأميركية “غراندي” في مدينة مانشستر؛ فقد برزت  معطيات جديدة بخصوص عائلة الإرهابي “سلمان العبيدي” الذي فجر نفسه. وحسبما تبادلته الصحف في الأيام الأخيرة، فإن عائلة “العبيدي” المكونة من الزوجين وأربعة أبناء، معروفة بمواقفها الدينية ذات التوجه السلفي المحافظ، وربما كان ذلك سبب هجرتها إلى المملكة المتحدة، فرارا من الاستخبارات الليبية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي.

وروت جريدة “لأرثون” الإسبانية نقلا عن مصادر متطابقة إن “رمضان” والد الإرهابي “سلمان” قدم خدمات للمعارضين السلفيين ضد نظام “القذافي” ولذا لم يكن أمامه إلا الفرار بجلده بعد أن حامت حوله الشكوك. اتجه أولا إلى المملكة العربية السعودية وفيها أمضى سنتين وكانت له اتصالات غامضة هناك. شد بعدها الرحال إلى بريطانيا،  لبمكث بالعاصمة لندن حوالي سنتين، وفيها أنجب طفله البكر “إسماعيل” قرر بعدها الاستقرار في مدينة “مانشستر” وفيها  ولد أبناؤه الثلاثة الآخرون وضمنهم انتحاري “مانشستر” والبنت “جمانة ” مصورة العائلة.

ووقفت الصحف المهتمة بتفاصيل حياة عائلة “العبيدي” عند مسار زوجته “سامية الطبال” التي تصفها ذات المصادر بأنها ذات تكوين علمي متين ،كمهندسة في الفيزياء النووية، دون أن تؤكد إن كان ابنها استعان بعلمها في إعداد المتفجرات التي حملها على كتفيه إلى مكان الحفل الموسيقي، ليحدث الرعب والألم في النفوس لكن المصادر الأمنية تشير إلى أنها كان آخر من تكلم معه في الهاتف قبل تفجير نفسه.

ولا يزال جمع المعلومات مستمرا والاستماع إلى كل من له صلة قريبة بعائلة “رمضان العبيدي” وأبنائه وخاصة الانتحاري “سلمان” الذي يصفه من كانوا يرونه بأنه شاب هادئ غير عنيف في ظاهره لكنه شديد الإيمان.

وفي هذا السياق، تروى معلومات عن الأب “رمضان” المعروف بتأييده لجماعة “الإخوان المسلمين” في مصر، وحاميهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بينما جاهر رمضان بمعارضته الشديدة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ ما يجعل الأمن البريطاني ميالا إلى الشك بأن “رمضان” هو رأس عائلة إرهابية والقنبلة الموقوتة فيها؟

وعاد بعض من استمعت إليهم الشرطة البريطانية من معارف “رمضان” إلى السنوات الماضية لوضع اليد على بدايات اعتناقه للفكري الجهادي. يتحدثون في هذا الصدد عن تأييد والد الانتحاري، لهجمات سبتمبر2001 التي أوقعت ألاف الضحايا بنيويورك وواشنطن. وبروي إمام مسجد” مانشيستر” تعليق من كان يصف لهم “رمضان” فرحه بالهجمات الإرهابية بينما يوجد مسلمون ضمن الضحايا، فقداكتفى “رمضان” بالقول إنهم شهداء في الجنة، دون أن يسعوا إلى ذلك؟

وبرجوع المحققين إلى تعليقات “رمضان” في الفاسبوك على أحداث بعينها لها صلة بالأوضاع في ليبيا بعد الإطاحة بنظام القذافي؛ وجدوا على سبيل المثال هجوما عنيفا منه على مبعوث الأمم المتحدة الإسباني، “بيرناردينو ليون” الوسيط في النزاع الليبي الذي حاول دون أن ينجح إقناع أطراف الصراع بتشكيل حكومة ائتلافية تنهي الحرب الأهلية.

ولم يتورع “رمضان العبيدي” عن وصف الدبلوماسي ألأممي والوزير الاشتراكي الإسباني السابق بـ “اللقيط ونتاج زواج غير شرعي” . وتعتبر هذه الشتيمة قمة العدوانية، تنم عن طبيعية ذهنية الرجل وتفضح تطرفه في إظهار العداء لمن يخالفونه الرأي. بل الأدهى من ذلك أن “رمضان” لم يكتف بما قاله عن “ليون” بونشر صورة مركبة للوسيط ألأممي تظهره ملقى أمام حاويات أزبال ،وكتب على الصورة عبارة موجهة إليه تقول:”غير مرحب بك في ليبيا” …