الرئيسية / سياسة / زعيم “بوديموس” يسعى إلى تأزيم الوضع في إسبانيا بتقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة؟
بوديموس

زعيم “بوديموس” يسعى إلى تأزيم الوضع في إسبانيا بتقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة؟

انتقد الحزب الاشتراكي العمالي، وثيودادانوس، بشدة محاولات زعيم حزب “بوديموس” بابلو إيغليسياس، وحلفائه الرامية إلى إسقاط حكومة الأقلية التي يترأسها الحزب الشعبي المحافظ، بواسطة تقديم ملتمس للرقابة أمام البرلمان.

ووصف الحزبان المعترضان، الخطوة بالانفرادية وبالمفاجئة بعبارات متشابهة: فهي في نظر الحزب الاشتراكي “خديعة سياسية” جديدة يلجا إليها “إيغليسياس” مع أنه، حسب الاشتراكيين، المتسبب في وصول  ماريانو راخوي، إلى رئاسة الحكومة الحالية؛ في حين كان من الطبيعي أن يدعم مرشح الحزب  الاشتراكي، بيدرو سانشيث، عام 2016 ويجنب البلاد تبعات إجراء انتخابات تشريعية في يونيو من نفس العام ؛ لكن “بوديموس” عارض الاختيار ووضع  نفسه ضمن خانة اليمين المحافظ، بينما كان يدعو إلى تشكيل حكومة تقدمية، فتأكد الاشتراكيون أنه يستهدفهم ويريد المنصب لنفسه.

واعتبر الناطق باسم الفريق الاشتراكي في مجلس النواب ملتمس الرقابة إجراءادستوريا جديا، يجب الإعداد له بعد التشاورالقبلي مع المكونات الحزبية الممثلة في مجلس النواب، قبل الإعلان المتسرع عنه، مضيفا أن الحزب الاشتراكي ابلغ الخبر قبل عشر دقائق من اللقاء الصحافي لإيغليسياس، مبرزا أن حزبه يوجد في وضع تنظيمي لا يسمح له بتزكية هذه الخطوة.

ومن جهته، برر حزب “ثيودادانوس”رفضه القاطع للإعلان ووصفه بلعبة “السيرك”.

ودافع زعيم بوديموس، عما أقدم عليه، على اعتبارأن البلاد تعيش، من وجهة نظره، حالة استثناء ديمقراطي، مضيفا أنه بصدد بلورة اقتراحات للإطاحة بالحكومة الحالية.

ولوحظ أن “ايغليسياس” لم يقترح مرشحا بديلا لخلافة “راخوي” في حال سحب الثقة من الأخير، ما أثار استغراب الحزبين اللذين طلب تأييدهما، علما أن التقاليد الدستورية تشترط  اقتراح اسم  لرئاسة الجهاز التنفيذي  قبل الشروع في الخطوات الإجرائية  المنصوص عليها في الدستور.

ويرى محللون أن “إيغليسياس” عاد من جديد لاستئناف نشاطه السياسي المثير للجدل، مستغلا هذه المرة الفضائح المالية التي غرق فيها عدد من منتخبي الحزب الشعبين أخرها في حكومة مدريد المحلية، نتج عنها إيداع بعضهم السجن واستقالة السيدة “إسبيرانثا أغيري” الوزيرة ورئيسة مجلس الشيوخالسابقة، من كافة مسؤولياتها الحزبية في العاصمة مدريد، معترفة بأنها كانت ضحية الغدروالخيانة من زملائها الذين وضعت فيهم ثقتها وخاصة مساعدها الأول”إيغناثيو غونثالث” الذي يواجه تهم فساد ثقيلة.

وفي هذا السياق، يرى الاشتراكيون في المرحلة الراهنة، أولوية بلورةاستراتيجية خاصة لمحاربة الرشوة قبل التفكير في ملتمس للرقابة كما أن المطلوب تكوين لجنة برلمانية للتحري في الملفات، يمثل أمامها رئيس الحكومة.

وعلى الرغم من شعور الحزب الشعبي بالحرج من الورطات التي وضعها فيه بعض المنتسبين إليه، فإنه رئيسه “راخوي”لا يعارض قيام العدالة بواجبها وإنزال العقاب بالمخالفين، وهذا ما أكده رئيس الحكومة في تصريحات صحافية من أنه لن يتضامن مع أيشخص تثبت إدانته، مؤكدا تعاونه مع العدالة.

تجدر الإشارة إلى ان حزب “بوديموس” يمكنه بمفرده تقديم ملتمس رقابة، لكن عدد نوابه في مجلس النواب لا يسمح له بإسقاط الحكومة، فلابد له من اصوات الاشتراكيين وثيودادا نوس، لجمع 176 صوتا،وبالتالي فإن خطوته محكومة بالفشل ولا تعدو ان تكون مجرد مناورة سياسية بقصد الإثارة واستغلال الفترة العصيبة التي تواجهها حكومة اليمين، لجني مكاسب سياسية.

ويحاول الحزب دون الاعتراف بذلك التغطية على مشاكله الداخلية، على إثر استفحال الخلاف بين إيغليسياس ونائبه السابق”إيريخون” الذي جرد من اهم الصلاحيات التي مارسها إلى حين المؤتمر الأخير الذي كرس هيمنة “الزعيم” على الحركة ووضع اتباعه في المواقع الحساسة.  وهي عملية لم تخل من مناورات وألاعيب اشتهر بها إيغليسياس، النرجسي المتعطش إلى السلطة الحزبية والسياسية.ولا يستبعد أن يترك “إريخون” وتياره التنظيم الذي كان أبز مؤسسيه، علما أنه يحظى باحترام الطبقة السياسية بفضل نزوعه إلى الواقعية والاعتدال، خلاف الزعيم بحركاته المثيرة للجدل.

وما يلفت النظر في الخطوة الأخيرة، أن زعيم الحزب الشعبوي، لم يراع  الوضع التنظيمي لمن يفترض أن يكون حليفه الاساسي  أي الحزب الاشتراكي  الذي يستعد لانتخاب أمين عام جديد، في الشهر المقبل  حيث يتنافس على الزعامة ثلاثة مرشحين ضمنهم الأمين العام المقال ،بيدرو سانشيث، المتهم بالميل إلى أطروحات “بوديموس”  لكنه  لم يجرؤ  هذه المرة على  الجهر بتأييد  تقديم ملتمس الرقابة حتى لا يحرق كافة أوراقه.