الرئيسية / سياسة / سبعة يتنافسون على زعامة الاشتراكي الإسباني.. ورئيسة حكومة الأندلس الأوفر حظا
الاشتراكي العمالي

سبعة يتنافسون على زعامة الاشتراكي الإسباني.. ورئيسة حكومة الأندلس الأوفر حظا

ترشح لزعامة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سبعة مرشحين، يمثلون عددا من المناطق الإسبانية التي يتواجد فيها الحزب بدرجات متفاوتة من القوة والشعبية.

ويجمع محللون، أن ثلاثة مرشحين ضمن السبعة، سيتمكنون من جمع توقيعات التزكية التي تخول للطامع في زعامة الحزب خوض غمار المنافسة التي ستكون ضارية وصعبة على الأغلب؛ ليس بالنظر لاختلاف البرامج وتميزها الواحد عن الأخر؛ وإنما أساسا بسبب الحساسيات الشخصية الظاهرة للعيان بين اقوى المرشحين وهم  ثلاثة: سوسانا دياث، رئيسة حكومة إقليم  الأندلس، وباتسي لوبيث، الرئيس السابق للمؤسسة التشريعية الوطنية ولبرلمان إقليم الباسك، ثم الأمين العام  السابق للحزب “بيدروسانشيث” الذي اجبر على الاستقالة في أكتوبر من العام الماضي.

  الثلاثة سيجمعون بسهولة التزكيت المطلوبة والتي تتجاوز تسعة آلاف توقيع، حيث يتوقع أن تتصدر “سوسانا دياث” القائمة بحصولها على أكثر من أربعين ألف مؤيد، طبقا لتأكيدات المشرفين على حملتها.

إلى ذلك، كان التأبين الذي أقامه الحزب الاشتراكي مؤخرا، لوزيرة الدفاع الراحلة، كارمي شاكون، في برشلونة، دليلا على مدى عمق الأزمة القائمة بين الفرسان الثلاثة، فقد تحاشوا بعضهم رغم أن المناسبة طبعها الحزن ومشاعر الأسى على فقدان مناضلة لم تكمل العقد الرابع من عمرها وكانت مثالا للسياسية الشجاعة، وفقت بين هويتها “الكاتلانية” وبين الانتماء للوطن الكبير الذي يستوعب طوائف الإسبان، وهذا  المنحى، ركز عليه وأشاد به الخطباء الذين رثوا الراحلة “شاكون”.

ومن المؤكد ان الخلافات بين المرشحين ستلقي بظلالها على قواعد الحزب ماقد يضعف قوته ووحدته مهما كان اسم المرشح الفائز. وتتنافس ثلاثة تيارات موجودة تاريخيا في الحزب الاشتراكي الإسباني :تيار يمكن وصفه بالواقعي المنفتح على المستقبل المستوعب للتطورات الحاصلة في المجتمع، مع وفاء لجوهر العقيدة الاشتراكيةالمؤسسة. تمثل هذا التيار “سوسانا دياث” المدعومة بالزعامات التاريخية في الحزب وبنسيج الفيدراليات المنتشرة في الربوع الإسبانية.

ولا يشك كثيرون في أن تؤول الأمانة العامة للحزب لزعيمة الاشتراكيين الأندلسيين، خاصة وأنها درست كافة الاحتمالات ولم تقرر الدخول إلى ساحة المعركة إلا بعد ان استوثقت من قواتها واستعداد أنصارها والمتعاطفين معها. جميعهم يرون فيها  القدرة والأهلية  للمحافظة على قوة الحزب وحضوره في الاندلس اكبر الفيدراليات الاشتراكية.

ويدافع باتشي لوبيث، من جانبه،عن خط  فكري معتدل  ويطمح إلى تجديد تراث  الحزب من خلال تقوية وترسيخ الاختيار الاشتراكي الديموقراطي “السوسيال ديموقراط” على غرار الأحزاب الأوروبية  سواء الحاكمة أو التي في المعارضة، بمعنى أنه يراهن على فئة من المصوتين لصالح “دياث”.

وكان “لوبيث” صرح في وقت سابق أنه في حال فوزه بالأمانة العامة للحزب، سيحاول توحيد صفوف الاشتراكيين  والإنصات إلى كل التيارات والحساسيات الفكرية وسيضمن لها حق التعبير من خلال  أجهزة الحزب.

وتكمن الصعوبة مع المرشح الثالث “بيدرو سانشيث” الذي ربما  يحركه الانتقام لشخصه على إثر إزاحته  بالتصويت السري عن  كرسي الأمانة العامة جراء تدبيره السيء للفترة التي أعقبت الانتخابات التشريعية الأولى في ديسمبر 2015فقد فشل “سانشيث” مرتين: حصول الحزب على عدد اقل من النواب في البرلمان من الذي كان له في الولاية التشريعية السابقة. أما الفشل الثاني فقد جناه من مراهنته الخاسرة على تأييد حزب “بوديموس” ناسيا أنه العدو الشرس للاشتراكيين  يسعى إلى إزاحتهم عن قيادة اليسار الإسباني. ولم يتخل “سانشيث ” رغم مرارة التجربة وإخفائه في كافة رهاناته، عن النزوع اليساري المتوافق بمعنى من المعاني مع شعبوية “بوديموس” وهذا اتهام كاله له قياديون في حزبه  ولاموه عليه وطالما نصحوه بالابتعاد عن “بوديموس”.

وما زال سانشيث، يعول على المناضلين في القواعد اليسارية الذين لهم وجهات نظر مخالفة للقيادة، وهو امر طبيعي في اغلب التنظيمات الحزبية؛ فالقواعد والخلايا  المتناثرة في الأقاليم والجهات لا تقيس طقس السياسة بنفس مقياس الأجهزة المقررة. ولذات السبب يخشى بعض الاشتراكيين حدوث أمرين بالغي الضرر لحزبهم:المفاجأة بانتصار “سانشيث” في الاقتراع الأولي الذي سيجرى الشهر المقبل (مايو). أما المفاجأة الثانية فمرتبطة بالأولى، اذ سيجدث لأول مرة أن يعود لقيادة الحزب من أزيح عنها بالقوة الديموقراطية، ما يعني حصول تصدع محتمل في الصفوف يضعفه أكثر مما هوعليه الأن بل ربما يؤدي إلى انقسامه في ظل الأزمة المجتمعية التي تمر بها إسبانيا.

وظهرت عوامل من شأنها تقوية تيار “سانشيث” الذي وقف صامدا ضد رئاسة الحزب الشعبي للحكومة ،لا سيما وان فضيحة رشاوي جديدة تفجرت في العاصمة مدريد جعلت الحزب اليميني من جديد في مرمى الهجومات من كل الجهات، وهذا تطور قد يقوي الشرائح المتشددة قي الحزب الاشتراكي  على الرغم من أن  المرشحين الأخرين لا يقلان تشددا حيال ماريانو راخوي .

وعموما وكيفما كانت صورة الحزب الاشتراكي في المستقبل، فإنه مطالب بمضاعفة الجهود  في المؤتمر وما بعده لضمان موقعه في المشهد السياسي والحزبي الإسباني ليصبح  قادرا على مواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بالبلاد  وأولها التهديد  الانفصالي في إقليم  كاتالونيا . وهي أسباب كافية لترجيح كفة التيار المعتدل الجامع والموحد، ريثما يعاد  بناء الصرح الاشتراكي على أسس مغايرة فكرا وتنظيما.