الرئيسية / سياسة / الياس العماري يتحدث عن علاقة السياسة بالقيم الأخلاقية
الياس العماري

الياس العماري يتحدث عن علاقة السياسة بالقيم الأخلاقية

خصص الياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة،حيزا وافرا ضمن حائطه الفايسبوكي للحديث عن قيمة الوفاء، وكتب يقول:”اليوم سأخرج عن سياق التدوينات السابقة، وأتكلم عن علاقة السياسة بالقيم الأخلاقية، وخاصة بقيمة الوفاء والصدق. ولن أتحدث عن الموضوع من الزاوية النظرية، حيث سبق لعلماء السياسة والأخلاق أن خاضوا في هذا الموضوع، ويكفي أن نذكر بنظرية ماكيافيللي المشهورة في فصله إلى درجة التناقض والنفي بين السياسة والأخلاق… أريد أن أتكلم عن قيمة الوفاء انطلاقا من تجربتي الذاتية في الحياة”.

وأضاف العماري قائلا:”طيلة مساري الحياتي والسياسي لم أعتبر قط أن الانتماء السياسي هو المحدد الحاسم في العلاقات الإنسانية…شخصيا، ويشهد الخصم قبل الصديق، لم يسجل علي أبدا أنني تصرفت يوما سواء بتقديم المساعدة الممكنة أو بطلبها، انطلاقا من موافقتي وتأييدي للشخص الذي أتعامل معه. بل إن مبدأ الوفاء كان دائما بوصلتي في التعامل مع الأشخاص الذين اختلفت معهم سياسيا منذ البداية إلى حد التناقض. فمفهومي للوفاء تحدده طبيعة نشأتي وتربيتي، وبالأساس، ظروف المعاناة والألم اللذين عانيت بهما في فترة الطفولة والشباب.”

وأردف مؤكدا، في هذه الكلمة التي يبدو أن سطورها  تتضمن بعض الرسائل لمن يعنيهم الأمر :”كم من مرة أكون على علم يقين بأن أشخاصا يكنون لي من العداوة والبغض وينعتونني في غيبتي بكل ضروب السب والكلام الساقط، وبأن أشخاصا تسمح لهم مواقعهم الإدارية أو علاقاتهم غير العلنية بتدوين تقارير غير موضوعية وغير معقولة عن شخصي وعن أنشطتي، ومع ذلك، ورغم علمي واطلاعي الدقيق على أقوالهم وأفعالهم وتقاريرهم، فإنني أفي بالتزاماتي اتجاههم ولا أتصرف معهم أبدا عندما تجمعنا العلاقات الإنسانية، من منطلق الانتقام والثأر والعدوان”.

وذكر زعيم حزب “الجرار”:”لقد تربيت على أن أكون وفيا للعلاقات الإنسانية بشكل مجرد، وليس للأشخاص كأشخاص مهما كان السوء الذي يصدر عنهم. فرغم تعرضي المتكرر للغدر والخيانة العلنية لم يسجل علي أبدا أن ردود أفعالي كانت عدوانية أو عنيفة، فأنا في مثل هذه المواقف أفضل الانسحاب بهدوء عوض الانتقام، وأفوض أمري للتاريخ لينوب عني في إنصافي وكشف جذور الشر والغدر في نفوس هؤلاء. وأنا مقتنع بأن التاريخ دائما يمهل ولا يهمل”.

ولم يفت العماري أن يشدد على أنه يعبر بصدق عن تجربته، ليس بصفته العمومية، ولكن باعتباره مواطنا من عامة الناس، من حقه كجميع المواطنين أن يتواصل عبر الفايسبوك وغيره، معتبرا  أن أفضل شيء في الحياة هو أن يكون الإنسان واضحا مع نفسه، ومقتنعا بما يقوم به، حتى إذا وقع يوما ما في الخطأ، فلن يجد حرجا في الاعتراف وتصحيحه.

في ختام تدوينته خلص إلى القول:”في نهاية المطاف، كل ما يكسبه المرء من مال وجاه وسلطة ووجاهة قد يأتي يوم ويفقده، أو قد ينتهي هو ويترك كل شيء وراءه. أما الوفاء للعلاقات الإنسانية فيذكر أثرها في التاريخ، ويبقى علامة موشومة في اسم صاحبه حتى بعد الرحيل.”