يعيش حزب العدالة والتنمية في الفترة الأخيرة، على وقع تجاذبات أثارتها تحركات سعد الدين العثماني على مستوى مهمة تشكيل الحكومة التي كلفه بها الملك محمد السادس، بعد إبعاد الأمين العام عبد الإله بن كيران عنها.
ورغم أن العثماني استطاع تكسير ”بلوكاج” الحكومة، وسلم قائمة وزرائها للديوان الملكي في وقت وجيز كما وعد بذلك في أول تصريحاته بعد توليه المهمة الجديدة، إلا أن تحركاته وطريقة تدبيره للمفاوضات مع قادة باقي الأحزاب، لم ترق للكثيرين من ”أبناء البيجيدي” خصوصا المتشبثين منهم بأسلوب بن كيران.
وظهر ذلك جليا من خلال مجموعة من التدوينات، ما جعل السؤال حول تأثير ذلك على وحدة الحزب يطرح نفسه بقوة، خصوصا وسط أخبار عن غياب أسماء وازنة ب”المصباح” عن قائمة الوزراء التي اقترحها العثماني.
وفي خضم التجاذبات التي يفضل أغلب أعضاء العدالة والتنمية، إبقاءها خلف الستار، خرجت أمينة ماء العينين النائبة البرلمانية عن الحزب، لتدعو إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني.
ومن خلال تدوينة على صفحتها الخاصة بفيسبوك، أكدت ماء العينين، حاجة أعضاء البيجيدي والمتعاطفين معه والمهتمين، الماسة، إلى فضاء مؤسساتي يحتضن النقاش حول التطورات الحاصلة.
وكشفت أنها استنادا إلى المادة 28 من النظام الأساسي للحزب، وجهت طلبا لانعقاد دورة استثنائية للمجلس الوطني، لرئيس المجلس العثماني، وأعضاء مكتبه.
من جهتهم، ذكر عدد من أعضاء حزب المصباح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم راسلوا الأمانة العامة ورئاسة المجلس الوطني، لانعقاد دورة ترتب خلالها الأوراق.
ويتوقع أن يعرف المجلس الاستثنائي في حال انعقاده، نقاشا حادا حول مجموعة من الملفات بين التيار المتشبث بمنهجية عبد الإله بن كيران، وبين التيار الداعم لأسلوب سعد الدين العثماني.