الرئيسية / سياسة / خبير عسكري لـ مشاهد24: المغرب انسحب من الكركارات لتفادي “حرب رمال” جديدة
الكركارات

خبير عسكري لـ مشاهد24: المغرب انسحب من الكركارات لتفادي “حرب رمال” جديدة

بعد إعلان المغرب، مؤخرا، سحب جيشه من منطقة الكركارات جنوب المملكة، بأوامر من الملك محمد السادس، تناسلت مجموعة من التساؤلات حول دلالات الانسحاب في ظل عدم امتثال “دولة الوهم” لقرار الأمم المتحدة، وكذا تدعياته على الأمن والحركة التجارية في المنطقة.

يرى عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، في تصريح لـ مشاهد24، أن “انسحاب المغرب من منطقة الكركارات تكتيكي مدروس، من حيث جوانبه العسكرية أو الأمنية أو الجيواستراتيجية للمنطقة، وقد قام بسحب البساط من تحت أقدام جبهة البوليساريو وصنيعتها الجزائر”.

وأوضح مكاوي، أن “المملكة المغربية بإمكانها أن تمسح البوليساريو من فوق البسيطة في رمشة عين، غير أن الاتفاقيات التي وقعتها مع المنتظم الدولي تمنعها من افتعال حرب بالمنطقة، لذلك فهي تريد تفادي فخ حرب رمال جديدة مفتعلة من طرف الجزائر، لتغض بها هذه الأخيرة الطرف عن أزمتها الداخلية”.

وأشار المتحدث، أن “بعض المختصين الدوليين في الشؤون العسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية، يؤكدون من خلال دراساتهم أن النظام الجزائري يعيش غموضا وأزمة كبيرة في إيجاد خليفة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واحتقانا اجتماعيا، فالجزائر الآن مهددة بالانفجار الداخلي، وعندما تمر من منعطفات خطيرة تحاول دائما اختلاق المشاكل الخارجية ضد المغرب أو ضد دولة أخرى لتجديد اللحمة الداخلية”.

إقرأ أيضا: رسميا.. المغرب ينسحب من منطقة الكركارات بالصحراء المغربية

واستطرد الخبير العسكري، أن “المتضرر الحقيقي في منطقة الكركارات ليس المغرب لوحده بل أيضا موريتانيا وجل الدول المتواجدة في غرب أفريقيا، والتي تربطها علاقات تجارية فيما بينها، فمنطقة الكركارات ممر حيوي للحركة التجارية، وبالتالي هذه الدول الإفريقية لن تسمح للبوليساريو أو الجزائر في التأثير على نشاطهم التجاري”.

جدير بالذكر، أن الملك محمد السادس، أثار انتباه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في اتصال هاتفي، الجمعة الماضي، إلى الوضعية الخطيرة التي تسود منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، بسبب التوغلات المتكررة للعناصر المسلحة للبوليساريو وأعمالهم الاستفزازية، مشيرا إلى أن ما يجري “يهدد بشكل جدي وقف إطلاق النار ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر”.

وقد بادر المغرب إلى التجاوب الإيجابي مع الأمين العام للأمم المتحدة وكذا تصريحاته الأخيرة، ليقوم بعدها بيوم واحد، بانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركارات. وقد قوبل هذا القرار بترحيب دولي كبير.

للمزيد: دراسة: تهاوي أسعار النفط وخلافة الرئيس الجزائري يغرقان “أركان السلطة” في الفوضى