الرئيسية / سياسة / البراءة للأميرة الاسبانية كريستينا و6 سنوات سجنا لزوجها
شقيقة العاهل الإسباني

البراءة للأميرة الاسبانية كريستينا و6 سنوات سجنا لزوجها

انتهت صباح اليوم الجمعة، فصول أحد أطول المسلسلات القضائية التي أثارت اهتمام الرأي العام الإسباني طيلة سنوات، على اعتبار أن الأمر يتعلق بأحد أفراد العائلة المالكة (شقيقة العاهل الإسباني) التي واجهت تهما ثقيلة بالغش والفساد وتزوير وثائق،هي وزوجها “إنياكي أوردانغارين” فيما بات يعرف بقضية “كاسو نووس”  باسم معهد أسسه المتهم  عام 1999،  خرج عن أهدافه غير النفعية وتورط في ملفات مبللة إلى جانب  متهمين آخرين .

وأدانت محكمة جزيرة “مايوركا” زوج الأميرة كريستينا بعقوبة قاسية: ست سنوات وثلاثة أشهر سجنا وغرامة قيمتها 512553 يورو، بينما برأت الأميرة، من التهم التي أدين بها زوجها، غير أن المحكمة حكمت عليها بأداء 265 الف يورو، كونها الشريكة في المؤسسة التي كان يشرف عليه زوجها.

وأشارت الصحف الإسبانية التي نشرت تفاصيل النطق بالحكم ونقلت الأجواء التي سادت المحكمة صباح اليوم، اشارت إلى أن العقوبة صدرت باتفاق القضاة الثلاثة الذين باشروا الملف الذي أستغرق سنوات من البحث والتحري ومثول المتهمين، بمن فيهم الأميرة، في القفص وأمام المحققين الأمنيين، واجهوا خلال جلسات مطولة أسئلة دقيقة من مصلحة الضرائب ومحاربة الغش.

واستقبلت الأميرة وزوجها الحكم، وهما إلى جانب أطفالهما الأربعة في العاصمة السويسرية حيث يعيشون وضعية شبه لجوء: فالزوج لم يحصل على بطاقة إقامة رسمية لأنه عاطل عن العمل وبالتالي فإنه مقيم بصفته سائحا؛ بينما أمكن للأميرة الحصول على بطاقة إقامة عادية كونها تشتغل في مؤسسة مصرفية.

وامتزجت في القضية عدة عناصر ستجعل منها مستقبلا موضوعا لأعمال أدبية: فقد اجتمعت في الملف خيانة العائلة المالكة من طرف أحد أصهارها، وفيها وفاء الأميرة كريستينا ووقوفها إلى جانب زوجها وتشبثها به، مدافعة عنه مقتنعة ببراءته مثلما دافع هو عن نفسه، كما فيها التمزق العاطفي النفسي لأربعة أطفال هم نتاج قصة غرامية ملتهبة بين صغرى بنات الملك خوان كارلوس وقرينته دونيا صوفيا.

ووفقا لما روته الصحافة  الإسبانية  حلال الأيام الأخيرة التي سبقت النطق بالحكم ،فإن العائلة المالكة الإسبانية تضررت سمعتها وصورتها كثيرا من القضية  بل صدمت أكثر من مرة  في الأميرة، وكم حاولت  اقناع كريستينا بالتخلي أو الابتعاد على الأقل  عن زوجها  ريثما يصدر الحكم  ثم التنازل عن حقها المفترض في العرش الإسباني، لكنها واجهت كل الطلبات والضغوط  بالرفض المطلق إذ يقال إنها عنيدة الطبع  ما جعل العلاقة بينها وبين والديها وشقيقها الملك فيليبي السادس، تزداد  سوءا وتوترا  لذلك اتخذت في حقها إجراءات قاسية  درءا لكل الشبهات خاصة وأن القضية اندلعت في وقت  تدهورت فيه سمعة الملك خوان كارلوس وتراجعت شعبيته.

وفي هذا السياق، حرمت الأميرة من كافة حقوقها في العرش كما انتزع منها ومن زوجها لقب “دوقة ودوق بالما دي مايوركا” وشطب بالتالي على اسمها من قائمة العائلة المالكة حيث لم تعد تدعى للقصر الملكي أو حضور الأنشطة الرسمية بل إن الملك الجديد كان صارما معها في هذه المسألة إلى ابعد الحدود ولم يعد يتصل بها ، لدرجة أنه علم بالحكم وهو يقوم بنشاط رسمي  دون أن  يكلف نفسه عناء  متابعته  بواسطة وسائل الاعلام  دون أن يشكك  خلال أطوار  ومراحل القضية في نزاهة  القضاء الإسباني واستقلاله.

وبعد صدور هذا الحكم المخفف الذي من شأنه أن يزيل بعض الأعباء المعنوية عن الأميرة واسرتها، فإنها مع ذلك ستجبر على العيش خارج بلدها، حيث يحتمل أن تقيم في العاصمة البرتغالية في قصر تملكه الأسرة، ستنتقل إليه بعد انتهاء الموسم الدراسي لأطفالها.

يذكر في هذا الصدد أن اسرة “آل بوربون” لها ذكريات وارتباطات بجارتها الإيبرية ، فقد كانت المنفى الذي اختاراه الملك “الفونصو 13 والد خوان كارلوس، الذي قضى فترة من طفولته وشبابه في المنفى قبل أن يقرر الجنرال فرانكو إعادته إلى إسبانيا ليتدرب إلى جانبه على تدبير  مقاليد الدولة التي  قرر أن تؤول   إليه بعد وفاة فرانكو، الذي برر تمرده على النظام  الجمهوري الشرعي، بالمحافظة على النظام الملكي والدفاع عن الكنيسة.