الرئيسية / سياسة / متى ستنتهي المشاورات “المملة” الخاصة بتشكيل الحكومة؟
الحكومة

متى ستنتهي المشاورات “المملة” الخاصة بتشكيل الحكومة؟

يبدو أن مسلسل مشاورات تشكيل الحكومة قد دخلت لنفق مظلم. نفق لا يدري أي متتبع للساحة السياسية المغربية أين سيوصلنا. فمباشرة بعد صدور بلاغ “انتهى الكلام” لرئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، يوم الـ 8 يناير الجاري، والذي أكد فيه أن مفاوضات تشكيل الحكومة لا يمكن أن تستمر مع عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وكذا مع امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، تناسلت مجموعة من الفرضيات في الصفحات الاجتماعية ولدى الرأي العام، حول مستقبل الحكومة، والحل لإخراجها. فهل سيضع بنكيران مفاتيح الحكومة بين يدي العاهل المغربي؟ أم سيتوجه المغاربة لصناديق الإقتراع مجددا لإنهاء هذا “البلوكاج” الممل؟

يرى الدكتور محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، في تصريح لـ مشاهد24، أن الحل لهذه الأزمة يجب أن يكون سياسيا لا غير، “لأن خوض انتخابات سابقة لأوانها ستكون مكلفة سياسيا أكثر من “البلوكاج” الذي نعيشه، إذ ستتضرر صورة المغرب لا محالة، وستعطي انطباعا لدى العالم أن المملكة المغربية تعيش تيها سياسيا وعدم الاستقرار”، مردفا “أن الانتخابات السابقة لأوانها بالإضافة إلى كلفتها السياسية ستكون مكلفة ماديا، وإن تم اللجوء إليها ستفرز نفس النتائج الحالية، وربما اكتساحا كبيرا لحزب العدالة والتنمية، والذي يمتلك قاعدة ثابتة”.

وأضاف زين الدين أن “لغة التفاوض بين رئيس الحكومة وباقي الأحزاب تغير منحاها بشكل جذري، إذ تحولت من شكل مباشر وطبيعي بعقد اللقاءات والمشاورات ببيت رئيس الحكومة وكذا بمقر البيجيدي، إلى شكل غير مباشر بإصدار البلاغات، اتسمت في بدايتها بالغموض والحذر السياسي، وانتهت ببيانات نارية هدفها الهجوم لا غير”.

واستطرد أستاذ القانون الدستوري قائلا: إنه “بعد إزاحة حزب الاستقلال من مشاورات تشكيل الحكومة بسبب (أزمة شباط مع موريتانيا)، اندلعت أزمة أخرى بين بنكيران وعزيز أخنوش في ظل تباعد خطوطهما، وتمسك هذا الأخير بتواجد حزبي الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي في الحكومة، وهو ما يرفضه بنكيران بشدة”.

وفي اعتقاد المتحدث، أن إعلان رئيس الحكومة بشكل رسمي تجميد المشاورات مع حزبي التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، “قد يكون ناتجا بالأساس عن حرب في تقسيم الحقائب الوزارية، بين حزبي (المصباح)، و(الحمامة)”.

واستبعد أستاذ القانون الدستوري، أن يضع بنكيران مفاتيح تشكيل الحكومة بين يدي الملك محمد السادس، “لأن بنكيران رجل يتميز بالنفس الطويل، ومتمرس سياسيا على عكس خصومه”.

هذا، وتنتظر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، معركة ثانية من المشاورات من أجل تشكيل الحكومة، وذلك بعد عودة الملك محمد السادس، من الزيارة التي من المزمع أن يقوم بها إلى عدد من الدول الإفريقية قبل المشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي، التي ستقام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، نهاية الشهر الجاري، حيث سيكون برفقته عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.

وما يزيد صعوبة تشكيل الحكومة، تشبتت التجمع الوطني للأحرار بدخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في التحالف المقبل، والذي يصطدم بعدم رغبة بنكيران وقيادة حزب العدالة والتنمية في مشاركة حزب “الوردة” في حكومته.

ويعتمد رفض حزب العدالة والتنمية على عدد من الأسباب والمبررات، أهمها حصول حزب الاتحاد الاشتراكي على رئاسة مجلس النواب دون موافقة أو توافق مع حزب العدالة والتنمية والذي صوت للمالكي بورقة بيضاء.

loading...