الرئيسية / سياسة / الصحافة الإسبانية تتندر بزلات وزير الدفاع الأسبق وتسخر من حماسه لغزو جزيرة “ليلى”
فيديريكو ترييو

الصحافة الإسبانية تتندر بزلات وزير الدفاع الأسبق وتسخر من حماسه لغزو جزيرة “ليلى”

عاد اسم وزير الدفاع الإسباني الأسبق، فيديريكو ترييو ،  في حكومة، خوصي ماريا أثنار، الذي حكم إسبانيا من 1996 إلى  2004 عاد للظهور في وسائل الإعلام  الإسبانية مقرونا بالزلات والأخطاء الكثيرة التي وقع فيها  خلال تقلده مناصب رئيس مجلس النواب أولا ثم  وزارة الدفاع ثم سفيرا بلاده لدى المملكة المتحدة.

وفي كل المحطات التي مر منها الوزير الوفي لرئيسه “اثنار”  ارتكب سلسلة  أخطاء  جرى استرجاعها  وتوثيقها  بمناسبة الحكم الذي أصدره  قبل أيام مجلس الدولة الإسباني، بخصوص القضية المعروفة بـ  “ياك 42” التي ترمز إلى حادث الطائرة التي انفجرت في الأجواء التركية شهر مايو 2003 وعلى متنها 62 عسكريا إسبانيا  قضوا جميعهم،كانوا عائدين من مهمة عسكرية في أفغانستان.

واتهم مجلس الدولة، وزارة الدفاع بالتقصير والإهمال  ما تسبب في الحادثة، إذ لو تم التحري وفحص دقيق  لوسيلة النقل التي أقلتهم لوقع تفادي الفاجعة . والأخطر من ذلك  أن المصالح الفنية في وزارة الدفاع  الإسبانية، شككت في سلامة وسيلة النقل، ما يعني أن وزير الدفاع يتحمل شخصيا بسبب تقصيره، المسؤولية المعنوية. لذلك  طالب نواب المعارضة في مجلس النواب الحالي  بإعفائه من منصب سفير مدريد لدى بريطانيا.

وكشفت الصحافة الإسبانية أن وزير الخارجية السابق خوصي مارياغو، اعترض من جهته على تعيين “ترييو” في لندن وقال إن المناصب الدبلوماسية يجب أن يتولاها دبلوماسيون محترفون وليس السياسيون، ما يعني أن “مارغايو” كان يعرف أن “ترييو” لا يصلح لتلك المهمة الحساسة بالنظر لوجود خلاف مزمن بين بريطانيا وإسبانيا على خلفية جبل طارق.

ومن القصص التي كان وزير الدفاع بطلها، ما حدث له مع صحافية  إسبانية سألته  إن كان ما زال مقتنعا بالحجج التي  اخترعتها الإدارة الأميركية لتبرير غزوها للعراق  بخصوص مزاعم  وجود أسلحة نووية في بلاد الرافدين.

fadrico

وبدل أن يرد الوزير بحجج ودلائل مد يده  بعنجهية إلى جيبه  وأخرج قطعة نقدية معدنية من فئة “يورو” ورمى بها جهة الصحافية، هذا دون  فلتات اللسان الأخرى التي عبر بها في مناسبات عدة  منها تعليقه في جلسه نقاش بمجلس النواب  بكلمات غير لائقة  سجلها الميكروفون دون ان ينتبه الرئيس.

غير أن الملف الذي عادت إلى تحريكه بالخصوص  جريدة “الباييس” وتحدثت عنه بنوع من  السخرية عن دور الوزير الأسبق  فيه هو حماسته المطلقة لاحتلال جزيرة “ليلى بيريخيل” حيث قدم  المسألة للرأي العام الإسباني في يوليو 2002  وكأن المغرب احتل أراضي إسبانية وبالتالي  فإن الرد من وجهة نظره  يجب أن يكون قويا  وشن معركة حربية طاحنة.

وإرضاء لنزعته الحربية أو غروره، أوفد “ترييو”  5 مروحيات  إلى الجزيرة،مجهزة  بأنواع الأسلحة التي تخطر بالبال : ثلاث منها حطت فوق الصخرة المهجورة واثنتان  ظلتا محلقتين في الجو للقيام بعملية الإسناد، بينما لم يحرك الجانب المغربي أي قطع حربية نحو الجزيرة الصخرية وهي  على مرمى حجر وبصر منه، وإنما تواجد بعين المكان في تلك الليلة الشهيرة  بضعة أنفار من  الدرك والقوات المساعدة،  كانوا يراقبون ليلا  حركة المهربين والمهاجرين السريين في مياه البحر الأبيض المتوسط قرب مدينة سبتة المحتلة.

يذكر أن الولايات المتحدة  تدخلت في النزاع الذي افتعلته إسبانيا  وهولت من شأنه بتدبير انتقامي من رئيس الحكومة الإسبانية في ذلك الوقت، خوصي ماريا أثنار، لمعاقبة المغرب على تمسكه بالدفاع عن حقه في ثروته السمكية.

وكان وزير الخارجية الأميركي الأسبق “كولن باول” الذي أوقظ من من نومه، وصف النزاع بالتافه على  صخرة لا قيمة لها.