الرئيسية / سياسة / الداخلية الألمانية بين نفي وتأكيد تحذير الأمن المغربي لها من الجهادي التونسي؟
الصحافة الأوروبية

الداخلية الألمانية بين نفي وتأكيد تحذير الأمن المغربي لها من الجهادي التونسي؟

تداولت  الصحافة الأوروبية منذ أمس الجمعة خبر “تحذير” وجهته المصالح الأمنية المغربية إلى نظيرتها الألمانية، أعربت فيه عن شكوكها في النزوع الجهادي للتونسي أنيس العمري الذي دهس متسوقين في مدينة برلين الألمانية، مخلفا عددا من الضحايا بين 12 قتيلا وجرحى.

وكشفت  ذات الصحف أن  الاستخبارات المغربية، نبهت مرتين نظيرتها الألمانية  إلى أن “التونسي” عنصر خطير  له ميول جهادية وأنه كان يخطط للقيام بهجوم إرهابي فوق التراب الألماني.

ولم يعلق وزير الداخلية الألماني على التحذير المغربي، دون أن ينفيه أو يؤكده كما لم يفصح عن سبب ذلك  احتياطا من  اندلاع غضب من الرأي العام الألماني الذي  قد  يلوم استخبارات بلاده كونها تجاهلت المعلومات التي أمدها بها المغرب والتي رصدت أن المتهم من أتباع إمام جهادي يدعى “ابو العلاء”  يحث المصلين بأحد مساجد برلين على الالتحاق بساحات  القتال بين التنظيمات الجهادية  والقوات النظامية في سوريا والعراق.

إلى ذلك أظهرت  التحريات الأمنية  الأولية وجود صلة بين “العمري” وقاتل شاب في السادسة عشر من عمره في أكتوبر الماضي بمدينة هامبورغ الألمانية.

terrorisme

واستنفرت  الصلة المفترضة بين حادث الاغتيال والهجوم الإرهابي في إحدى الشوارع الرئيسة  ببرلين؛ مصالح الاستخبارات في عدد من الدول  الأوروبية وخاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بل قد يمتد البحث  نحو اتجاهات وأمكنة أخرى.

وفي هذا السياق، ذكر بيان لوزارة الداخلية التونسية أن “العمري”ا الذي قتل في إيطاليا، له صلة محتملة  بثلاث جهاديين في موطنه الأصلي تم اعتقالهم.

ومن جهتها، باشرت  إسبانيا تحريات أمنية مكثفة بخصوص علاقة مفترضة للعمري، مع شخص  مقيم في إسبانيا ذي ميول جهادية حيث ضبطت اتصالات بين الشخصين  بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي.

ولم يقدم الأمن الإسباني معلومات عن مدى ارتباط الشخصين ببعضهما   كما لم تكشف هوية الشخص المقيم في إسبانيا والذي تحوم حوله الشبهات؛ لكن حديث وزير الداخلية الأسباني عن الموضوع في لقاء  إذاعي صباح يوم السبت، يحمل على الاعتقاد أن الموضوع يكتسي طابعا جديا، ما جعل الوزير   يحث مواطنيه على الهدوء وعدم الاستسلام للمخاوف والهلع من احتمال هجوم إرهابي؛ بل إنه  وجه اللوم والانتقاد  لجهات سياسية لم يسمها، تشكك في عمل قوات  الحرس المدني، قائلا إن هؤلاء يضحون بحياتهم من اجل المحافظة على أرواح الأسبان  الآخرين.

وتلقي  وسائل الإعلام  الأوروبية  الأسئلة تلو الأخرى بخصوص فعالية وكفاءة مصالح الاستخبارات  وفشلها في رصد تحركات وأنشطة  جهادي  له سوابق  في إيطاليا التي حل بها عام 2011 وأودع السجن حيث اعتنق الأفكار المتطرفة، هو المعروف في تونس بعدم تدينه ومعاقرته الخمر؛ ولما انتقل إلى ألمانيا لم يخف قناعاته الجهادية، مدفوعا  إليها بالبؤس النفسي والمادي الذي أحاط به منذ أن رحل من تونس، مخلفا عائلة من ستة إخوة، يعيشون في وضعية مزرية وفقر مدقع.