الرئيسية / سياسة / ماذا يعني للمغرب تعيين ريكس تيليرسون كاتبا للخارجية الأمريكية؟
ريكس تيليرسون
كاتب الدولة الأمريكي المقبل ريكس تيليرسون

ماذا يعني للمغرب تعيين ريكس تيليرسون كاتبا للخارجية الأمريكية؟

شكل اختيار ريكس تيليرسون ، رئيس شركة “إكسون موبيل” النفطية العملاقة، لشغل منصب كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب مفاجأة للجميع.

تيليرسون يفتقد كما هو معلوم للخبرة في المجال الدبلوماسي ما يطرح علامات استفهام حول كيف سيكون أداءه في هذا المنصب الذي شغله في ما سبق سياسيون كانوا نوابا في الكونغرس أو أساتذة جامعيين مرموقين أو عسكريين من ذوي الرتب العالية في الجيش الأمريكي.

من جهة أخرى، تطرح العلاقة الجيدة التي تجمع بين كاتب الدولة الأمريكي المقبل في الخارجية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشكالات بالنسبة لجزء مهم من الطبقة السياسية الأمريكية في ظل التشنج الذي ميز لسنوات العلاقات بين موسكو وواشنطن.

لكن ماذا عن المغرب؟ ماذا سيشكل تعيين ريكس تيليرسون في هذا المنصب المهم في السياسة الخارجية الأمريكية؟

بالنسبة للباحث المغربي المقيم بالولايات المتحدة والمختص في قضية الصحراء المغربية، سمير بنيس، فإن تعيين تيليرسون “قد يزيد من الغموض بشأن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية خاصة في قضية الصحراء”.

بنيس كتب في مقال بالإنجليزية نشره موقع Morocco World News أن اشتغال تيليرسون لسنوات في مجال النفط بشركة “إكسون موبيل”، سادس أكبر شركة في العالم من حيث المداخيل، فإن كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية المقبل سيعمل ولا شك على ضمان مصالح الشركات الأمريكية عبر العالم، وهو ما قد يصب في مصلحة الجزائر التي “قد تستغل الفرصة وتعرض على إكسون موبيل عقودا سخية مقابل علاقات أفضل مع واشنطن ودعم أمريكي للسياسة الخارجية للجزائر “خاصة وأن الشركة الأمريكية سعت منذ 2010 للحصول على عقود لاستغلال الغاز الصخري الجزائري”.

الباحث المغربي أكد أن الجزائر ستتحرك لا محالة لتعبئة اللوبي الداعم لها في تكساس من أجل توثيق العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

بالمقابل يعتقد بنيس أن عاملا آخر قد يلعب في صالح المغرب هو العلاقة الطويلة التي تجمع بين ريكس تيليرسون ودول الخليج مثل السعودية والإمارات وقطر. هذه الدول قد تلعب دورا كبيرا في إقناع تيليرسون لكي لا تتخذ الإدارة الأمريكية مواقف تخرج عن إطار الحياد الإيجابي تجاه قضية الصحراء.

بالإضافة إلى ذلك، يملك المغرب في نظر سمير بنيس أوراقا أخرى من بينها الدور الذي صار يلعبه منذ سنوات في الحرب على الإرهاب ومحاربة التطرف ونشر تعاليم الإسلام الوسطي.

هذه الأوراق، التي لا تملكها الجزائر أو أي بلد آخر في المنطقة، هي ما يجب على المغرب توظيفه من أجل التأثير على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية.

الباحث المغربي لفت الانتباه إلى أن العلاقات الدولية، ومنها ما يتعلق بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ستدخل مرحلة جديدة بتولي دونالد ترامب لزمام الإدارة الأمريكية، وبالتالي على المغرب أن يظهر للرئيس الجديد أنه شريك مهم في استراتيجية محاربة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يخدم المصالح الأمريكية ومصالح حلفائها الأوروبيين.

للمزيد: صحف الصباح:خبير أمريكي: هذه شروط بناء علاقات جيدة بين المغرب وترامب