الرئيسية / سياسة / ندوة حزب الاستقلال: استكمال التحرير الوطني والبناء الديمقراطي مساران متكاملان
التحرير الوطني
المشاركون في الندوة وضيوفها من الزعماء السياسيين، وضمنهم عبد الإله بنكيران،يرددون نشيد حزب الاستقلال

ندوة حزب الاستقلال: استكمال التحرير الوطني والبناء الديمقراطي مساران متكاملان

أجمع المشاركون في ندوة نظمها حزب الاستقلال مساء يوم أمس الأربعاء، تحت عنوان “بناء الدولة الديمقراطية استكمال لمهام التحرير الوطني”، على أهمية المسار الذي اختاره المغرب في تكريس  مسلسه الديمقراطي.

محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق، الذي كان أول المتدخلين، حرص في بداية كلمته، على النبش في تاريخ الحركة الوطنية،منطلقا من ما سماه”انهيار دولة المخزن” عند توقيع عهد الحماية سنة 1912، مرورا بمختلف المحطات والمراحل التي عرفها الكفاح من أجل الاستقلال، متوقفا بالخصوص عند استرجاع الصحراء المغربية سنة1975، وما شكلته آنذاك من التزام بميثاق الحركة الوطنية مع المؤسسة الملكية على طريق التحرر، وتكريس للتوجه الديمقراطي.

اليازغي تحدث أيضا عن خطاب الملك الراحل الحسن الثاني حول “السكتة القلبية” الذي كانت تهدد المغرب،معتبرا ذلك بمثابة “نقد ذاتي”، أدى إلى قيام حكومة التناوب التوافقي برئاسة عبد الرحمن اليوسفي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وبعد استعراضه للعديد من الأحداث، مثل “الربيع العربي” وغيره، تحدث اليازغي  عن  دستور المغرب الجديد، واصفا إياه، بأنه “متقدم رغم كل الملاحظات”، على حد تعبيره، قبل أن يتطرق إلى المرحلة الراهنة، ويقول إن “النضال الديمقراطي دخل غرفة الانتظار، إذ لم يسبق لبنكيران أن تحدث عن الملكية البرلمانية”، داعيا إلى الاهتمام بهذا الموضوع في عهد الحكومة المقبلة.

2hodour

وبدوره تحدث مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، عما سماه ب”الربط الجدلي بين مفهومي التحرر الوطني والبناء الديمقراطي”، مشيرا إلى أن موقعي وثيقة المطالبة بالاستقلال، لم تقتصر مطالبهم فقط على الاستقلال، “بل على تحرر الشعب من كل القيود للوصول إلى الديمقراطية”.

واعتبر المتحدث ذاته، أنه رغم المكتسبات التي تحققت في المغرب، فلابد من ضرورة الوعي بأن “الديمقراطية مهددة،مما يستوجب الحرص على تعميق تجذرها”، مضيفا أن هناك ظاهرة، هي أنه عندما حصل التلاحم بين رئيس الدولة والحركة الوطنية وقعت عدة قفزات نوعية ومهمة في مجال البناء الديمقراطي، مستحضرا استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية.

ولم يفت اسماعيل العلوي أن يحث على الاستمرار في هذا المسار،والتحلي بفضيلتي التعقل والتبصر، من أجل تركيز المكتسبات وتعميقها، معبرا عن يقينه بأن هذه الروح سوف تتواصل،داعيا إلى تجنب الخلاف العقيم الذي لن يؤدي إلى أي نتيجة.

سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ركز في كلمته على تلازم التحرير والديمقراطية في جميع وثائق الحركة الوطنية،لافتا الانتباه إلى أن الاستعمار ليس سياسيا فقط، بل له أوجه متعددة، مثل الاستعمار الثقافي والاقتصادي وغيره.

وقال العثماني  إن  المساسل الديمقراطي الذي ينهجه المغرب، بناء مستمر، ويحتاج إلى مزيد من التجديد، ملحا على ضرورة أن تتملك الأحزاب السياسية لقرارها السياسي،وتعزز ديمقراطيتها الداخلية، وأن يكون هناك احترام للإرادة الشعبية المعبر عنها في الانتخابات.

وأوضح أن من إيجابيات دستور سنة 2011،أنه دستور مغربي، وضعه المغاربة، وشكل حلقة مهمة في التاريخ الديمقراطي للمغرب، مشددا على أن من مستلزمات البناء الديمقراطي التطبيق الفعلي والحقيقي لمقتضيات دستور البلاد.

آخر المتدخلين، كان هو محمد السوسي الموساي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وقد انصبت مداخلته هو الآخر، على الدور الذي لعبته الحركة الوطنية في سبيل النضال من أجل الاستقلال،والسعي لوضع البلاد على سكة الديمقراطية.

وكان عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الذي تولى تسيير الندوة، وفي استعراضه لصفحات من التاريخ، قد ذكر في مستهلها أن  الحركة الوطنية ربطت منذ بداية نشأتها بين تحقيق الاستقلال وبناء الديمقراطية،لكونهما يكملان بعضهما،مستحضرا مضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال التي ركزت على هذين الشرطين الأساسيين، وهما التحرير الوطني والبناء الديمقراطي.

وفي ختام الندوة التي نظمها حزب الاستقلال،بمناسبة ذكرى الاستقلال، التي حضرها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المكلف، ونبيل بنعبد الله،الأمين العام لحزب التقدم  والاشتراكية، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ردد الجميع بصوت واحد نشيد حزب الاستقلال.