التغيير المهم في العراق ليس جوهريا

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان16 مارس 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
التغيير المهم في العراق ليس جوهريا
التغيير المهم في العراق ليس جوهريا

لاشك أن التغيير الذي أعقب الانتخابات البرلمانية في العراق يعد تغييرا مهما، ومهما جدا ولكنه ليس جوهريا. مهما لأنه أقصى السيد المالكي من منصبه رئيسا للوزراء رغم محاولته التشبث بالبقاء وإمساك الكرسي بأسنانه، لكن السياسة جرت بغير ما يشتهي، ولم تنفعه كل أساليب الالتفاف والحيل، فاستسلم مرغما وليس زهدا بالرئاسة أو وإيثارا منه، فهو لم يكن من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وقد ثبت بالدليل القاطع أن السيد المالكي لم يكن عراقيا في سياسته، ولا ديمقراطيا في حكمه، ولا أمينا على شعبه، وخالف كل القوانين والأعراف الرئاسية، وقادت رئاسته العراق إلى الانقسام الطائفي والعرقي والأسري، بدد الأموال وفرط بها، وانتهك حرمة المبادئ واستفرد بالسلطة، فجلب للعراقيين الكوارث والمآسي التي لم تقتصر على الدهم والسجن والقتل والإعدام والاغتيالات والاغتصاب وسرقة الأموال فحسب، بل أثارة الفتنة بين الطوائف والملل، وأدخل مكونات البلد وأعراقه بصراع لا مخرج منه. وأخيرا سلم نصف العراق لداعش، وسلط سيوف الحشد الشعبي على رقاب العراقيين.
تغير المالكي كان لابد منه بأية وسيلة لإيقاف مسلسل الهزائم وتقسيم الوطن والشعب، ولو بقي لتجبر أكثر وتمكن من الإمساك بالسلطة وتصفية الخصوم والمنافسين، ولأصبح الدكتاتور الذي لا يمكن تغييره إلا بالموت. كان التغيير مهما وواجبا وجاء في وقته ومحله، ولكنه لم يكن جوهريا، فغاية ما نجم عنه تخفيف حدة الاحتقان، وتهدئة الشحن لفترة وجيزة ليس أكثر، فابتسامة السيد حيدر العبادي وتقاسيم وجهه أسهل في الهضم على النفس من تجهم ووجوم السيد المالكي وسحنته العكرة، ومهما قلنا غلت يده نسبيا وغاب عن الواجهة وقيدت صلاحياته بالصرف، ما زال يتمتع بسلطة ومكانة وحصانة ويمارس عمله من خلف الجدران. بل ما زال يحتل القصر المخصص لرئيس الجمهورية ولم يخله، ولا مبرر لذلك غير الاستقواء بالحزب والعصيان.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق