الإرهاب لا يولد من فراغ

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان17 يناير 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الإرهاب لا يولد من فراغ
الإرهاب لا يولد من فراغ

لا اختلاف أن ما جرى في فرنسا خلال الأيام الماضية عمل إرهابي بامتياز، وأنه سلوك قبيح مستنكر، وفعل إجرامي لا يرتضيه دين، ولا تقره الشرائع، ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال, ولا يحل لنا ولا لغيرنا التشفي بضحاياه مهما كان جنسهم ولونهم ودينهم، ومن محاسن القدر أن يكونوا من المسيحيين واليهود والمسلمين، فالإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنس، ولا تستثني أثاره البشعة أحدا صغيرا أم كبيرا، ويمكن أن يضرب في أي مكان في العالم، ودوافعه لا تنحصر بمذهبية أو عنصرية أو حزبية، ولعله نشأ في الغرب قبل الشرق، فالمافيات الايطالية وعصابات "الكاوبوي" الأمريكية، وأفلام العنف والرعب والقتل والجريمة والسرقات وتهريب المخدرات الممنهجة والمبرمجة بدقة كانت الزاد الأول الذي غذى العنف في بين النشء في الشرق الأوسط، وبعد أن حصل ما حصل ينبغي أن نقف وقفتين: الأولى إجلالا لدم الضحايا وذكراهم، وثانيها للبحث في الدوافع والمسببات فنحن إزاء حدث محزن مؤسف مؤلم يحتاج إلى التأمل أكثر من الأسى والتذمر.
ما حدث في فرنسا كارثي دموي ولكن والشيء بالشيء يذكر، مقتل سبعة عشر شخصا نصفهم صحفيون مؤلم لكل إنسان حر ونبيل يقدر قيمة الكلمة كسلطة حدها باتر كحد السيف. واراكم ترون ما أرى من ردود فعل عالمية وعربية تشجب وتستنكر وتتظاهر وتسير المسيرات المليونية ويعلن الحداد وتتساقط برقيات التعزية من كل حدب وصوب، في الوقت الذي يسقط فيه مئات القتلى والجرحى في الشرق الأوسط يوميا ولا يستفز سقوطهم أحدا، فهل نصدق أن قيمة الإنسان واحدة والناس سواسية أين ما كانوا؟ لماذا لا يستفز غرق آلاف المهاجرين الأفارقة والآسيويين سوريين وعراقيين وليبيين ويمنيين ولبنانين وفلسطينيين في البحور غضب الكبار ليبحثوا لهم عن حلول جذرية كما يجري في فرنسا، بل أحيانا تشيح الدول الأوربية القريبة منهم عن إنقاذهم أحياء, وتبحث عن جثثهم أمواتا، ألا يثير ذلك حنق من يعاني قسوة هذا التمييز بسبب البشرة أو الاعتقاد.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق