وحدة الهدف والمصير الفلسطيني..

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان6 أغسطس 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
وحدة الهدف والمصير الفلسطيني..
وحدة الهدف والمصير الفلسطيني..
e4e08ad2243a6d50ef2787a39b8b350b - مشاهد 24

أن انهاء الاحتلال واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، والتزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما عليهم من واجبات ومسؤوليات تجاه حماية الشعب الفلسطيني، هو مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة.
ان ما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مبادئ عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه آلتها العسكرية يومياً من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الاخلاقية والانسانية، وللمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وما تقوم به من اعتداءات وتقتيل للأبرياء من نساء واطفال وشيوخ، واستهداف للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والمستشفيات، واستهداف الطواقم الاعلامية، وتهديم للبيوت وتدمير شامل في البنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والطرق، والمياه والصرف الصحي والأراضي الزراعية، ولدور العبادة من مساجد وكنائس، وتشريد مئات آلاف الأسر عن بيوتها، وإبادة عائلات كاملة، وتهجير أحياء كاملة، وتدمير لمراكز الايواء للنازحين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، هو مخطط لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير بناه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية..
ان الامم المتحدة والمجتمع الدولي مطالبة اليوم بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه الكارثة الانسانية بحق ابناء شعبنا في قطاع غزة وفقاً لمبادئ القانون الانساني الدولي..
ان استمرار حالة الصمت العربي وعدم الاكتراث الدولي امام هذه المجازر البشعة والممنهجة والمخالفة للمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والاعراف الدولية، وحان الوقت الي ضرورة محاسبة اسرائيل ومعاقبة المجرمين امام المحاكم الدولية والى متى سيسمح للترسانة العسكرية الاسرائيلية الاستفراد بالشعب الفلسطيني؟! والى متى سيبقى العالم يُدلّل في اسرائيل وكأنها فوق القانون؟!
اننا كنا قد حذرنا المجتمع الدولي من ادعاءات اسرائيل الكاذبة في شنّها لهذا العدوان الدموي المُبيّت والممنهج، والذي يستهدف الارض والشعب الفلسطيني باكمله، ويستهدف بالأساس تقويض حكومة التوافق الوطني وافشال المصالحة الوطنية، وحل الدولتين وتصفية القضية وشطب حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
ان الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لوقف هذا العدوان البربري والتدميري، ودور الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة سينجح بكل تأكيد لان هذه الجهود هي تعبير عن ارادة الشعب الفلسطيني، والذي يحمل مطالب فلسطين التي اجمع عليها الكل الفلسطيني المتمثلة بوقف العدوان وانسحاب قوات إسرائيل بالكامل من غزة، وانهاء الحصار وفتح المعابر ورفع الطوق عن الصيادين واتساع نطاقه و ورفع الطوق عن مزارعي الحدود، والتحضير لإعادة الاعمار من خلال تقييم قطاعي تشارك فيه المؤسسات الحكومية المعنية واطلاق سراح الاسرى دفعة شاليط والدفعة الرابعة من الاسرى القدامى ما قبل اوسلو، وتشمل وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار وفتح المعابر..
ان المجتمع الدولي مدعو اليوم الي دعم هذه المطالب والعمل على تحقيقها، والزام إسرائيل بها.
ان اسرائيل ارتكبت المجازر بحق شعبنا الفلسطيني وان الاوضاع التي يعيشها أبناء شعبنا في القطاع جراء العدوان الاسرائيلي البربري هي اوضاع كارثية حيث اوقع العدوان حتى الآن ما يقارب (1880) شهيداً ثلثهم من الاطفال (429) و (243) امرأة و (79) مسن، واكثر من (9570) جريح بينهم (2877) طفل و (1853) امرأة و (374) مسن، وما يزيد عن تدمير عشرة آلاف بيت ومسجد بشكل كامل وحوالي 30000منزل بشكل جزئي.
في ظل هذا الدمار بات اهلنا في القطاع هم في أمس الحاجة إلى ضرورة مشاركة الجميع والعمل في كل الاتجاهات وبشكل عاجل وسريع حتي يلمس ابناء شعبنا في غزة عمل ايجابي على الواقع الاليم الذي يعيشوه من خلال المساعدات الانسانية والاغاثية للمواطنين والأسر المنكوبة بما يسهم في التخفيف من معاناتهم ويعمل على تماسك النسيج الاجتماعي وتعزيز الصمود.
ان اهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها التي تجسدت في مواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي والصمود في وجهه في الميدان ومن خلال الجهود السياسية المكثفة للقيادة الفلسطينية يأتي في المقام الاول ولا مجال للتشكيك بوحدة الصف الفلسطيني وقدرة شعبنا علي استهاض حالة التوحد والوحدة والعمل علي اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والانسان الفلسطيني القادر علي حماية وطنه واستقرار فلسطين..
ان الايام القليلة القادمة ستشهد معركة سياسية مع دولة الاحتلال يجب التصدي لها بمزيد من الوحدة بهدف تحقيق اهدافنا الوطنية في انهاء معاناة اهلنا في قطاع غزة وفك الحصار وصولاً الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وانجاز هدف الحرية والاستقلال.
ان الهدنة الحالية جاءت ثمرة لصمود شعبنا والجهود السياسة والدبلوماسية التي قادها الرئيس محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي عملت منذ بداية العدوان علي لجم الة الحرب الاسرائيلية ووقف نهشها لأجساد اطفالنا ونسائنا وشيوخنا وتدمير منازلنا ومدارسنا ومستشفيات وبنيتنا التحتية.
انه وبرغم المؤامرات التي تحاك ضد المشروع الوطني الفلسطيني ومحاولات البعض العمل علي مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل..
اليوم وبهذه الساعات الحاسمة نتوجه بالتحية والتقدير الي دور مصر العظيم والتي هي دائما في.. في رعاية واستضافة وفد منظمة التحرير الفلسطينية والتي نامل ان تحقق في الساعات القادمة التهدئة ووقف العدوان وتبقي مصر هي صمام امان القضية الفلسطينية.. وهي العمق الكفاحي والحاضن التاريخي للثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها واللقاء التاريخي الاول بين الزعيمين ياسر عرفات وجمال عبد الناصر..
اننا اليوم وفي قلب مصر العروبة نحقق إنجازاً كبيراً للشعب الفلسطيني رغم الألم ومعاناة شعبنا الفلسطيني..
ان صمود شعبنا ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقنا وترسخ معالم دولتنا الفلسطينية والحفاظ علي الهوية الوطنية لشعب العربي الفلسطيني كانت حاضرة بقوة ضمن الضمير الجمعي لوحدة الموقف الفلسطيني وبمساندة مصر رئيسا وشعبنا..
ان تلك المنطلقات النضالية لشعب فلسطين كانت حاضرة اليوم ووقف الشعب الفلسطيني صامدا علي ارضه بقوة مدافعا عن حقه في تقرير مصيره.. فهذا الصمود الرائع لم يكن ان يتحقق الا بفعل ارادة الانسان الفلسطيني الوطني الصلب المؤمن بحريته وبدولته وقدرته علي تحقيق الصمود امام اعتي اليات القمع والعدوان التي مارستها حكومة اسرائيل ضد شعبنا المناضل العظيم..
من فلسطين كل فلسطين تحية احترام وتقدير لهذا الجهد ولمن يعمل بصمت من اجل وحدة الشعب الفلسطيني وحماية المشروع الوطني الفلسطيني..
ان نجاح خطوات الوحدة يعني لجم اكثر من طرف ومحور اقليمي ودولي كان يسعى الى الامساك بالقرار الفلسطيني واستخدامه كورقة مساومة لتعزيز ادوراهم الاقليمية الوهمية على حساب دماء شعبنا وقضيتنا الوطنية.
ان المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقيادته هي معركة معقدة ومصيرية، فيها الكثير من خلط الاوراق بهدف تصفية القضية الفلسطينية، و ان الواقع العربي والاقليمي والصراعات الطائفية والمذهبية وانهيار الدول الوطنية العربية يسهم في تشجيع العدو الاسرائيلي على تنفيذ مخططاته.
ان المحاولات التي تستهدف وحدة شعبنا ستزداد في المرحلة المقبلة، بعد ان فشل الاحتلال الاسرائيلي والمحاور الاقليمية بتفتيت ومصادرة قرارنا الوطني، و ان الرد على كل ذلك هو بمزيد من الوحدة والتلاحم، فالوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على افشال هذه المخططات والمحاولات وهي وحدها من يقودنا الى النصر وانجاز اهدافنا الوطنية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق